بغداد- العراق اليوم: هادي جلو مرعي إن لم تكن بوقا بالت عليك الثعالب. بوق السلطة. التعريف السائد: هو الشخص الذي يعمل لحساب النظام الحاكم، ويدافع عنه متبنيا طروحاته، وأفكاره، وعقيدته السياسية في الحكم، مقابل المال، أو الجاه، أو المنصب. يمكن إطلاق وصف البوق على كل من يعمل وفقا لهذا التعريف، مع الأخذ بالإعتبار أن ليس كل بوق يدافع عن نظام الحكم يسعى الى غاية مادية. فهناك من يبوق للسلطة لأنه يتبنى العقيدة التي تؤمن بها، مع التنبه الى أن البوق قد يكون مؤمنا، ومنتفعا في ذات الوقت، وهناك من يقول في سره من الأبواق: زيادة الخير خيرين. وماالضير في الدفاع عن نظام أؤمن به، ثم أستفيد منه؟ في الواقع فنحن نغالي في هذه المسألة، فهناك من يتهم الناس بأنهم أبواق، ولكنه حين يلعب أدوارهم لاحقا يتحول الى بوق، ولايلتفت الى ذلك، أو يتعمد تجاهل ذلك حرصا على مصلحته، وهو إنما إتهم غيره بالبوقية لأنه كان يريد أن يحل محله، وليس بالضرورة بذات المنصب، فالأبواق يمكن أن يشتغلوا في مناصب عدة، وقد نكون كلنا أبواقا، ولانشعر، أو نتجاهل لمصلحة ما، وهذا مانقوله اليوم عن وباء كورونا، فهناك ملايين أصيبوا بالفيروس، وملايين ينتظرون، وهناك من أصيب ولم ينتبه لأنه قوي البنية، وغير معتل، وهناك من أصيب، ولم تظهر عليه الأعراض. ليس بوق السلطة فقط هو البوق، فهناك بوق ضد السلطة لحساب جهة مناوئة للسلطة، ويظن نفسه أنه ليس بوقا طالما أن الجهة التي يبوق لها ليست حكومية، وهذا تزييف متعمد للحقيقة، فحديثك خلاف مافي ضميرك لحساب السلطة، أو المعارضة، أو لحساب جهة ما هو تبويق، والهدف منه الحصول على مكاسب، وهناك من يقاتل من أجل شخص، أو جماعة دينية، أو سياسية، أو مؤسسة ما، والسبب ليس الإيمان بها، إنما بمايجنيه منها، وقد نكون كلنا أبواقا، ولانعلم، أو إننا نعلم، ولكننا نتجاهل طالما إن هناك مشتبه واحد يعرفه الجميع وهو من يبوق للسلطة، وهي فرصة لتجاهل إننا بوقيين، ونفعيين حالنا كحال كل شخص يدافع عن حكومة، أو معارضة، أو دين، او طائفة أو شخص متجاهلا إنسانيته، وضميره، وساعيا في طريق المصالح، وحسب.
*
اضافة التعليق