إذا كان حلف بغداد قد أسقط نوري السعيد والنظام الملكي..فهل سيسقط حلف الشام الجديد، الكاظمي، ونظامه السياسي؟

بغداد- العراق اليوم:

يرى مراقبون للشأن السياسي في العراق، ان مقتل العراق والدولة فيه كانت نتيجةً لتورطه في أحلاف ومحاور اقليمية ودولية والتي ادت في النهاية لسقوط النظام الملكي فيه عام ١٩٥٨، حيث دخل النظام الملكي انذاك حلفاً إقليمياً برعاية بريطانية لمواجهة المد الشيوعي والقومي، حيث يرى خبراء ومحللون ومؤرخون ان حلف بغداد كان احد اهم الاسباب التي عجلت بسقوط النظام الملكي الذي كان في الداخل يترنح تحت نير الاقطاع والفساد والاستئثار السياسي.

اليوم يريد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي ان يدفع بالبلاد في تكتل جديد يشكل بوابةًنهوض اقتصادية كما يقول عنه، الا ان البعض الاخر يقول انه حائط صد ضد النفوذ الايراني في المنطقة، لاسيما انه اختار ابرز قطبين في معادلة منع التوسع الايراني، حيث يعمل الاردن ومصر على استراتيجية صد هذا النفوذ منذ عدة اعوام.

يقول المحلل لشؤون السياسية، احمد الموسوي، ل (العراق اليوم)، ان "حلف الشام الجديد، هو مشروع يعبر مداه العراق، هو رؤية امريكية تريد للمنطقة ان تتكتل لصد النفوذ الايراني الروسي، وان تخرج العراق من عباءة الولي الفقيه التي تغطيه كما تزعم واشنطن".

ويضيف ان " العراق بحاجة ماسة فعلًا لدعم دولي، وبحاجة الى توظيف قدراته الاقتصادية في استعادة تاثيره ودوره في المنطقة، بما يؤمن مصالحه الاستراتيجية لكن هذا الامر ليس معناه ان ينخرط في سياسة المحاور، دون ان يراعي التوازنات الدقيقة في المنطقة".

وتابع " يبدو ان المخطط الامريكي يجري باتجاه ان يخرج العراق من المحور المضاد بأي ثمن، وان ينخرط في المحور الذي تتزعمه، وهذا يفسر دعمها الواضح لما يجري من تغييرات مشفوعة بدعم شعبي جرى استثماره".

فيما قال المراقب للشؤون السياسية مصدق كريم، ان "حلف الشام الجديد سيكون ستراتيجياً للعراق، لكنه أيضاً سيعرقل خط الصين و روسيا في بناء تكتل يضم العراق مع سوريا التي يبدو انها غير راغبة في رؤية تقارب عراقي اردني مصري في الجوار، الامر الذي سيعني تعزيزه لحضور المحور الامريكي الى جوارها المهدد.

ويشير الى ان انزلاق العراق الى حلف من هذا النوع قد يزعج المحور الاخر، وقد يصبح وبالًا عليه، كما كان حلف بغداد وبالًا على نوري السعيد بل والنظام الملكي برمته، الذي خسر كل شيء نتيجة ارتدادات عواصف الحلف المشؤوم.

علق هنا