بغداد- العراق اليوم: لم تجتز طائرة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي اجواء العراق برمتهِ لتدخل العاصمةِ بغداد، حتى حطت على عجل في البصرة، حيثُ الأمور تنزلقُ بشكل مستمر وسريع ودراماتيكي نحو المزيد من التصعيد فيما تواصل القوى النظامية محاولاتها لإيقاف الصِدام العنيف مع مجاميع من المتظاهرين المدفوعين بقوة نحو تغييرات سياسية شاملة في الخارطة المُتحكمة في مدينة تُنتج قرابة ثلاثة ملايين برميل نفط خام يوميًا. البصرة التي أستعادت الدولة زمامها عام 2008 من يد الجماعات المُسلحة، والعصابات الخارجة عن القانون، يبدو أنها عادت لتقع فريسة اقتتال بين جماعات ومافيات، ومخابرات أقليمية تريد ان تحرق الجنوب العراقي، من بوابة البصرة الملتهبة. مراسل (العراق اليوم) في البصرة، يصف الصورة الآن، بأنها " لحظة حرجة، قد تخرج الأمور فيها عن السيطرة، أو تستعاد الدولة فيها بشكل تام، حيث لا مجال للحلول الوسطى كما يبدو". وينقل المراسل عن مصادر سياسية في البصرة، صورة المشهد المُعقد في مدينة تدر على العراق عائدات شهرية تتجاوز الستة مليارات دولار، حيث تكشف هذه المصادر، عن وقوع البصرة بين منخفضين، الأول من " قوى تقليدية شيعية متحكمة في البصرة، وتدعم محافظها أسعد العيداني، الرجل الذي كان حاضراً بقوة في حراكِ الترشيح لرئاسة الحكومة، ومحور أخر، يبدو أن جزءاً من فريق رئيس الوزراء الحالي منخرطاً فيه، وهو ما يمثل الحراك الشعبي، الذي يريد ان يُلحق هزيمة أخرى أو اضافية بالمحور المنافس له في البصرة". وتُضيف المصادر التي رفضت الافصاح عن هويتها، عن "هذا الصراع المحتدم بين الفريقين، الذي وصل الى مرحلة الـ " صِدام " بينهما، حيث يعتقد الطرف الأول (الفتح وقوى موالية له تدعم محافظ البصرة)،إن المحور المدعوم من الكاظمي يحاول اقصائه عن المواقع المهمة في البصرة، في لعبة التدافع الشديد الذي يبدو ان اطرافاً اخرى استغلته للبدء بتصفيات تريد ان تُشعل الوضع العام". وتتابع المصادر، أن " اقصاء قادة أمنيين في البصرة بشكل متعجل، لا يصب في تهدئة الأوضاع ابداً، بل قد يساهم في انفلات اكبر، كما هو الحال في الناصرية التي تعاني الآن أوضاعاً مضطربة، وعدم قدرة القوات الأمنية ضبط الأوضاع المتأزمة هناك، فضلاً عن وجود اتهامات لم يجرِ التحقيق من صدقيتها، حول ارتباط القرار الأمني في هذه المحافظة برئاسة الحكومة بشكل مباشر، مما يعني أن الإدارة المحلية فيها عاجزة عن معالجة الأوضاع التي وصلت لهدم المقار، وتبادل العنف بين الجماعات المتظاهرة بعد انقسامها لموالاة ومعارضة". وأشارت المصادر، الى أن " سيناريو ذي قار على سبيل المثال لو أعيد في البصرة، أثر تقويض السلطة المحلية أمنياً وسياسياً وإدارياً، سيكون كارثة، لأن البصرة ليست كذي قار، ولن يكون سيناريو الإنفلات فيها محتملاً، فقد يؤدي التهاون فيه الى فقدان الأمور، وخروجها عن السيطرة". المصادر دعت الى ضرورة ابعاد التنافس الانتخابي المبكر، وعدم الزج بالبصرة في اتون هذا الصراع الذي قد لا ينتهي بسلام، مع اعتراف الجميع ان اطرافاً اخرى غير معلومة قد تكون اعدت سيناريو لإشعال المحافظات الجنوبية برمتها، وقد تهدد بأفعالها الاجرامية أمن البلاد جميعها دون استثناء.
*
اضافة التعليق