في دراسة (أمريكية عراقية) خطيرة : العراقيون يتمنون فوز ترامب .. والوهابيون والولائيون يؤيدون (بايدن) وهذه أسباب كلا الطرفين!

بغداد- العراق اليوم:

في دراسة دعائية واضحة، تبدو من عنوانها إنها تروج للرئيس ترامب في الإنتخابات الأمريكية التي ستجري في شهر  نوفمبر / تشرين الثاني القادم، يعرض عدد من الباحثين

 في الشأن السياسي، ومحللي ستراتجيات السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، دراسة تشير الى كم الفوائد التي سيحققها العراق وبلدان الشرق الأوسط لو فاز المرشح الجمهوري ترامب في هذه الانتخابات، مقابل الأضرار التي ستلحق بالعراق وشعوب المنطقة لو فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن!

(العراق اليوم) إذ ينشر هذه الدراسة رغم إختلافه معها شكلاً ومضموناً، إنما هو يعرض على القارئ العراقي الكريم طروحات وتصورات وأفكار الآخرين ونظرتهم الى بلدنا العراق.

اليكم الدراسة كما هي:

"لقد أدخلت سنوات حكم ترامب الأربع الماضية ملفات الصراعات الطائفية- الأثنية والقومية في خانة التجميد التام، بل ساهمت إدارة ترامب من خلال الحزم الواضح الذي بدأه الرئيس الجمهوري في حسم حروب ذات صبغة دينية كانت تمزق العراق وسوريا، وخففت من التوتر في اليمن، وجنبت لبنان الدخول في متاهة الصدام مع اسرائيل، مؤكدين أن " سياسة ترامب الانكفائية، والتوقف عن سياسة الديمقراطيين في  دعم مجاميع التقسيم، وتغذية النزعات المحلية المدمرة، ساهمت في تراجع خطاب الكراهية، وسحبت الذريعة الأساسية لمنصات التحريض الطائفي التي اتخذت من الاختلاف الديني ذريعةً لتأجيج صراع دراماتيكي متنامي".

وبين الباحثون في دراسة مطولة أطلع  عليها (العراق اليوم) أن " النهج الجمهوري الحاسم، غير المتردد، أثر بشكل واضح في صعود نجم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والنهج الليبرالي الانفتاحي الذي تبناه، والذي ألجم الأصوات الطائفية للأئمة الوهابيين المتشددين، والذين كانت سياسات الديمقراطيين في الولايات المتحدة تدعمهم في برامجها العلنية والسرية من خلال توفير الحماية القانونية والرعاية الاعلامية، والضغط على الرياض كلما حاولت تقليص نفوذهم، لاسيما في زمن الأمير المعزول محمد بن نايف الذي كان يدعم "كارتلًا" من رجال الدين الوهابيين بثيابهم القصيرة ولحاهم غير الكثة بشكل كاف، وبفتواهم الممتدة التأثير من أقصى المحيط الى الخليج العربي في مجتمع سُني متحفز!".

واشار الباحثون الى أن" سياسات الديمقراطيين في البيت الأبيض، كانت واضحة جدًا، فهم كانوا يرون أن الحلول المُثلى في منطقة متنوعة وغنية كالشرق الأوسط، هو دعم وصول الجماعات الأصولية التي تمتلك قواعد واسعة في الشارع الذي يعيش ظروف اقتصادية غاية في الصعوبة، وبالتالي فأن وصول هذه الجماعات سينزع المبرر من تنامي التطرف الذي تقمعه الحكومات العربية الموالية للغرب، وأيضاً سيعزز وصولها للمواجهة غير المباشرة مع إيران وتركيا اللتين تريدان توسيع نفوذهما باتجاه البحر المتوسط، وصولاً لضفاف أوربا، والأمتداد نحو شمال افريقيا الغنية بالموارد".

ولفت الباحثون الى أن " سياسات التقسيم تلك كانت وراء تفجير كل نزعات الانقسام، ونمو دعوات التقسيم التي طالت العراق، وشجعت الأكراد بقيادة برزاني في أربيل على تنظيم استفتاء علني لتأسيس دولة على أساس قومي في عالم يغادر الدول القومية بعد فشلها".

واشاروا ايضًا " كما أن سياسة اوباما الباحثة عن تعزيز بيئة الانقسام كانت سبباً في ظهور تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش) كرد على نمو واضطراد التدخلات الايرانية التي تتخذ بُعداً طائفياً في الصراع مع الدول العربية ذات الغالبية السُنية، وشجعت  الادارة الديموقراطية المتراخية على نمو بعض الجماعات الأصولية في العراق، والتي حاولت طهران ان تستعيض عنها بالأحزاب الإسلامية العراقية التقليدية مثل (الدعوة والمجلس الاعلى) وغيرها، بعد ان لمست نزوعاً لدى هذه التيارات والقوى في تأسيس دولة وطنية في البلاد، وبناء حلف مع الولايات المتحدة، حيث كانت سياسة هذه القوى (الشيعية التقليدية) واضحة وصريحة في الرغبة مع علاقات متوازنة مع الولايات المتحدة ابان حكم الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش، لكن هذه القوى فوجئت بتراجع كبير منذ وصول اوباما للبيت الأبيض، اذ آثر ان يدخل في تفاهم مباشر مع طهران  لاقتسام النفوذ في العراق، فقد أتاح الاتفاق لطهران فيما بعد  بناء جماعات أخرى بديلة عن هذه القوى، تتبع سياستها وتنفذ رؤاها الرامية لإدامة زخم الصراع الطائفي مع المملكة العربية السعودية".

وبينوا ايضاً  في " المنقلب الأخر، شهد تيار الصحوة السلفي في السعودية فترة حكم الديمقراطيين عصره الذهبي، وأيضاً شهد ما سمي بالربيع العربي صعود كل التيارات الأصولية مدعومةً من تركيا وقطر، وهو ما انتهى بكارثة سوريا والحرب الأهلية الدائرة فيها".

الدراسة اشارت ايضاً الى أن " سنوات حكم الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية  الجمهوري دونالد ترامب، شهدت تحييد هذه الصراعات بشكل واضح، بل ودعم لصعود ونمو النزعة الوطنية الليبرالية غير المعززة بحلف ديني  في دولة مثل السعودية، التي أطاح فيها فتى شاب بكل أئمة التطرف الوهابي، ومنع الفتوى التكفيرية من الأخذ بالانتشار حيث ساهمت فيما مضى بقتل  المسلمين الشيعة في العراق، وأيضاً ساهمت إدارة ترامب الحازمة في انهاء الحرب مع داعش عبر التوجه الدقيق لقتل رأس التنظيم الأرهابي المقبور ابو بكر البغدادي الذي كان على مرمى حجر من القوات الامريكية ابان حكم الديمقراطيين لكنهم فضلوا أن يبقى طليقاً كي يمارس المزيد من العنف المفضي الى سياسات التفتيت التي يظن الديمقراطيون أنها تخدم الوجود الأمريكي".

كما اشارت الدراسة ايضاً الى أن " ملفات التقسيم العنيف او الناعم الذي كانت تتبناه ادارة اوباما ونائبه بايدن تم ادخالها للمقبرة تمهيداً لدفنها، ولكنها قد تعود للحياة مع عودة الديمقراطيين الى البيت الأبيض مجددًا، وهذا يتطلب حزماً من الحلفاء الوطنيين العراقيين وبقيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كي يحسم خياره في دعم حلفائه الجمهوريين في البيت الأبيض لأربعة أعوام جديدة، ستنتهي فيها مؤكدًا ذرائع الجماعات الشيعية التي تريد البقاء كدولة في داخل الدولة، وقد تنتهي الأزمة برمتها بسلام عادل ومنصف للعراق وايران والرياض، وايضاً الولايات المتحدة الامريكية، ولكن في حال عودة كابوس " بايدن"، فأن عصراً ذهبياً للوهابية والولائية سيبدأ على انقاض بغداد وخراب البصرة، ودمار في الرياض وطهران وانقرة ربما"!.

 

علق هنا