بغداد- العراق اليوم:
هل بغداد آمنة أم مؤمنة؟، سؤال لطالما شغل مراكز السياسات الأمنية والمحللين والمراقبين، ولطالما شكل هاجساً وجودياً للكثيرين الذين يتساءلون في كل مناسبة بذات السؤال أو بصيغة قريبة منه. والجواب: بغداد ليست آمنة، قدر ما هي مؤمنة، يحرسها قرابة المائة الف جندي، وينتشر ببطنها جيش آخر من القوات الأمنية بمختلف الصنوف، وتعيش قواتها التي يصل عددها الى قرابة ربع مليون، حالة من الاستنفار الأمني المستمر، كل ذلك لأجل أن تبقى بغداد مُؤمنة، وأن لا يحدث خرق يكسر هذا التأمين المؤقت، وعملياً يقول الخبراء في المجال الأمني ان " عملية التأمين مرهقة وشاقة اذا ما استمرت طويلاً، ويجب أن يتحول التأمين الى امان ذاتي، وأن ننتهي من دور الحراسة، إلى دور المبادرة والفعل ". ويضيف الخبراء في حديث مع( العراق اليوم)، أن " بناء استراتيجية أمنية فاعلة في بغداد تحتاج إلى أن يدخل كل الجهد الأمني والعسكري والمعلوماتي في مصهر واحد، وأن تكون عملية سبك القرار الأمني مركزية للغاية، حتى يمكن آنذاك تجاوز حالة العشوائية والتقاعد التي تعانيها القوات المسلحة في البلاد". ويتابع الخبراء، أن " بغداد بحاجة إلى انتقال سريع وموضوعي من كونها مُؤمنة، إلى أن تكون امنة، وهذا يتطلب عدة عوامل منها : 🔘 اعتماد نظرية المسؤولية الاجتماعية في تحقيق الأمن الذاتي، وان يشرك المجتمع المحلي في صناعة هذا الأمن. 🔘 إنشاء منظومات مراقبة أمنية دقيقة ومرتبطة بجهاز مركزي واحد، وايضا العمل على انشاء وحدات معلوماتية متكاملة، وحوكمة الأمن بشكل تام. 🔘 منع التداخل بين الملفين الأمني والسياسي، وان لا يخضع الأمن لأي تأثير سياسي مهما كان. 🔘 الانتقال من مرحلة رد الفعل إلى الفعل الأمني الأستباقي، والتوقع، والتعبئة الدائمة للقوات المكلفة بأمن بغداد . 🔘 مسك حزام بغداد بقوة، وإشراك المجتمع المحلي هناك في كونه شريكاً في عملية صناعة الأمن، والربط الواضح بين التنمية وبين تحقيق الأمن. 🔘 إنهاء حالة التشرذم بين مؤسسات الدولة الأمنية، وتنسيق الجهد ليكون كله في خدمة تحقيق الأمن لبغداد.
وأشار الخبراء، إلى أن " دور مؤسسات صناعة القرار الأمني يجب أن يكون فعالاً، لاسيما مستشارية الأمن الوطني بحلتها الجديدة المقتدرة، وايضا اجهزة الامن الوطني والمخابرات ومنظومات الاستخبارات العسكرية وغيرها "
*
اضافة التعليق