بغداد- العراق اليوم:
يعتبر التوتر أو الإجهاد من المؤثرات شديدة الخطورة على جسم الإنسان، فمن الصداع الشديد إلى الأرق، ومشاكل الجهاز الهضمي، تتراوح درجات تأثير التوتر على جسم الإنسان.
ووفق تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" كشف الدكتور روجر هندرسون أستاذ طب الأسرة عن 6 أمراض قد لا يعرف الكثيرون أن التوتر يتسبب في تفاقمها مهدداً صحة الإنسان وهي كالآتي:
تؤثر متلازمة القولون العصبي (IBS) على نحو 13 مليون بريطاني و45 مليون أميركي، ويؤكد نحو 70% من الأطباء أنها الحالة الأكثر شيوعاً في أمراض الجهاز الهضمي التي يرونها أثناء عملهم.
وتسبب آلام القولون العصبي تشنجات عضلية في الأمعاء، وربما تختلف الأعراض من شخص لآخر لكنها جميعها تشتمل على ألم في البطن وشعور بعدم الراحة والإسهال أو الإمساك وانتفاخ البطن، ولا يعرف الخبراء سبب تطور الحالة لكنهم يتفقون على أن هناك أشياء تطلق هذه الأعراض، من بينها التوتر. كما أوضح 94% من الأطباء البريطانيين أن السبب الأكثر شيوعاً لأمراض القولون العصبي هو التوتر.
من جانبه، قال هندرسون: "من المعروف أن هناك علاقة معقدة بين الدماغ والجهاز الهضمي وهذا هو السبب في أن الحالة المزاجية تؤثر على المعدة، والتي تصطف مع الأمعاء وملايين الخلايا العصبية لضبط وتنظيم عمل الجهاز الهضمي، وتساعد هذه الخلايا العصبية على تمرير رسائل من الأمعاء إلى الدماغ والعكس. وليس غريباً أن المعلومات التي ترسلها معدتنا إلى الدماغ تؤثر في كيفية شعورنا، وهذا هو السبب في آلام المعدة المصاحبة للغضب والعصبية".
كذلك أضاف: "يمكن أن يؤثر التوتر على العلاقة بين الأمعاء والدماغ ويؤدي إلى حركة وتقلصات في الجهاز الهضمي، لذلك يكون المصابين بالقولون العصبي أكثر حساسية للتوتر والإجهاد"، مشيراً إلى أنه "في ظل استحالة تجنب التوتر تماماً فهناك أشياء يمكنها المساعدة مثل ممارسة بعض تقنيات التنفس البسيطة لتساعدك على البقاء هادئاً. كما يمكنك التحدث إلى شخص ما عما يدور في ذهنك أو الخروج مع الأصدقاء".
يعتبر التوتر أو الشعور بالضيق الزائد أحد أسباب التعرق الزائد، على حد ما توصل إليه العلماء. ويوضح هندرسون آلية عمل الغدد العرقية قائلاً: "هناك نحو 4 مليون غدة عرقية في جميع أنحاء الجسم، يوجد معظمها في راحة اليدين وباطن القدمين والوجه والإبطين. كما أن هناك نوعين من الغدد التي تنتج العرق، الأولى تفرز العرق عندما تكون تنشط بفعل حرارة البيئة المحيطة، وتسمى الغدد المفرزة والتي تتكون معظمها من الماء، أما النوع الثاني فهو غدد تعرق توجد في مناطق بصيلات الشعر مثل الإبطين وهي غليظة وتنتج عرق أكثر سمكاً يحتوي على المزيد من البروتين والدهون".
ويعتقد العلماء أن البكتيريا تتغذى على دهون هذا التعرق وهذا هو سبب رائحة الجسم. وعندما تكون أجسامنا في وضع التوتر والإجهاد تدفع الغدد العرق إلى سطح الجلد.
وجدت الأبحاث أن هناك صلة بين التوتر وصرير الأسنان الذي يعاني منه نحو 70% من البريطانيين. ويعتبر من الأعراض الشائعة للصداع. أما الأعراض الأخرى فتتمثل في اضطرابات النوم وآلام الأذن وتصلب عضلات الفك والرقبة والكتفين. كذلك تظهر على الأسنان علامات مثل الشقوق وربما فقدانها. وينتج الصرير عن الاحتكاك بين الأسنان عند غياب الوعي وهو أكثر شيوعاً أثناء النوم.
وفي هذا السياق، نصح هندرسون بضرورة زيارة الطبيب عند الشعور بصرير الأسنان لمعرفة السبب الذي قد يكون اضطرابات النوم والتوتر والقلق أو زيادة تناول جرعات من الكحول أو الكافيين، والمساعدة في التخلص من هذا الصرير بوصف حاجزاً وقائياً لمنع احتكاك الأسنان ببعضها البعض وتقليل انزعاج عضلات الفكين.
يؤدي استمرار التوتر لفترات طويلة إلى فقدان الشعر، ويعتقد أن الشعر يتساقط بسبب هرمونات التوتر التي تجعل بصيلاته تذهب إلى مرحلة السبات ما يؤدي إلى تساقطه عند غسله أو استخدام الفرشاة.
وأوضح هندرسون أن هناك أنواعا مختلفة من تساقط الشعر ترتبط بالتوتر والإجهاد، ويجب تشخيص حالات فقدان الشعر نتيجة التوتر بواسطة طبيب عام، إذ يعتبر هذا الأمر من الأمراض المحبطة، لكن من المهم تذكر أنه يمكن إعادة نموه مع الرعاية المناسبة وباستخدام وسائل للحد من التوتر،. وقد يستغرق الأمر أشهرا عدة نظراً لدورة نمو الشعر الطبيعية، ناصحاً بضرورة استشارة الطبيب إذا كنت تعاني من فقدان شعر مفاجئ.
أثبتت الدراسات أن تخفيف التوتر يحد من الأرق ويساعد على النوم بشكل جيد، لأن التوتر يحفز إنتاج هرمونات تنشط أجسامنا فيما يعرف باسم "فرط اليقظة"، ما يعطل التوازن بين النوم واليقظة.
ولفت هندرسون إلى بعض الأشياء التي يمكن عملها لإعداد الجسم للنوم ومنها تجنب كل الشاشات الإلكترونية قبل ساعتين على الأقل من الذهاب للفراش، حيث ثبت أنها تعطل النوم، إضافة إلى المواظبة على الذهاب إلى الفراش في الوقت نفسه كل ليلة والاستيقاظ في الوقت ذاته أيضاً، ممارسة التمارين الرياضية يومياً لما لها من دور كبير في الحد من أعراض القلق والاكتئاب وتساعد على النوم، والتأكد من اتباع نظام غذائي متوازن يومياً وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها تؤدي إلى تفاقم المشكلة.
يعد الشعور المزمن بالإجهاد والتعب نتيجة لعدم وجود حافز أو طاقة وينتج ذلك بدوره عن الأرق الناجم عن التوتر. ووجدت مؤسسة الصحة العقلية أن ما يقرب من ثلث البريطانيين محرومين من النوم بسبب المخاوف المهنية والمالية.
ونصح هندرسون بالتعرف على مصادر الإجهاد واتخاذ خطوات لمعالجته، مشيراً إلى ضرورة استشارة الطبيب إذا لم تكن تعرف سبب شعورك بالقلق طوال الوقت وإن لم تتمكن من حل الأمر بنفسك.
كما أوضح أن التأمل وممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن تعد من الطرق الأخرى التي يمكنها أن تساعدك على الاسترخاء.