هادي جلو يكتب عن (أصدقاء السيد الرئيس)!

بغداد- العراق اليوم:

أصدقاء السيد الرئيس

هادي جلو مرعي

     أصدقاء السيد الرئيس متقدمون على سواهم من الناس حتى لو تفوقوا عليهم، وهم متقدمون حتى لو كانوا أغبياء، والمهم أنهم أصدقاؤه الذين عاشوا معه، وساندوه، ودافعوا عنه وسهروا الليالي، وهم يضحكون في سرهم على آلاف الناس المعذبين يصفون لهم جنة التغيير، ويمنونهم بخير عميم حتى إذا تحقق المراد جلسوا في قصر سيدهم، ونسوا الذين قتلوا في الساحات، والذين شوهت وجوههم بفعل قنابل الدخان، والذين هشمت رؤوسهم بالهروات، والمهم أنهم في القصر يضعون نظريات الحكم الغبية، ويوهمون رئيسهم بأنه سلطان زمانه، وإن كل إجراء يقوم به هو تغيير صادم سيقض مضاجع الخصوم، وينهي مقاومتهم، وسيكون حديث الشارع، والصالونات السياسية، ووسائل الإعلام التي تتسابق على نقل فتوحاته العظيمة حتى لو كانت عبر مداهمة منزل في حي سكني، وتنقلاته المحفوفة بالمخاطر والتي يقوم بها حبا بشعبه !! وتمكينا له من حقوقه، ومتطلباته التي حرم منها.

     أصدقاء السيد الرئيس مميزون. افكارهم مختلفة، وغباؤهم موهبة من الرب، وحتى لو كانوا حاقدين على المجتمع، ولديهم تصوراتهم عن المجموعات الشعبية (القذرة) كما يرونها، وتعودوا أن يشمئزوا منها قبل أن يجتمعوا حول الرئيس، ويساندونه، ويصنعون معه تاريخا مختلفا، ويفتحون له ولهم بوابات لايلجها إلا ذو حظ عظيم، ويبعثون برسائل الى الخارج إنهم في الطريق الى تحقيق الغايات المشتركة في سبيل تأمين الوطن، وإنقاذه من الجماعات الخارجة على القانون، والمتشبثة بفكرة وطموح مختلف عن الذي يريده السيد الرئيس، ومن معه من الذين كبر أملهم في تحقيق ماعجزوا عنه في مناسبات سابقة، وأما مايريده الشبان والمنتفضون على الخراب فهي شعارات منسية طالما إنهم ركبوا الموجة التي تحولت الى تسونامي وصلت موجاته الى المنطقة الذهبية الموعودة، وليس للآخرين سوى أن يلعقوا جراحهم، ويبحثون عن ضماد بإنتظار فرصة ثانية قد لاتأتي.

     اصدقاء السيد الرئيس يختصرون الوطن بهم وبسيدهم، ويمنعون عنه من يرونه تهديدا لمكانتهم عنده وحوله. فالفرصة سانحة لكسب المزيد من المنافع، وتلبية مطالب الخارج، وتحقيق ماوعدوا به أسيادهم عبر الكيبورد، وفي الإجتماعات السرية في عواصم دول أخرى، وحتى في الداخل، فهم يتلذذون بمايرونه نصرا قد تحقق لهم، ولايودون حتى إغراء بعض لاعقي الصحون ليجتذبوهم الى صفوفهم لأنهم يريدون الجمل بماحمل، وقد غرتهم أمانيهم، فظنوا الخصوم كالحملان الوديعة التي تنتظر سكين الجزار، ونسوا إن تلك الحملان طالما جزرت في السابق، وهي غير مستعدة لتقدم المزيد الى المذبح المحمر.

علق هنا