بغداد- العراق اليوم:
ثمة قيادات وضباط ابطال مؤمنون تمام الإيمان بالعراق الواحد، الحر الديمقراطي التعددي، ومؤمنون أيما ايمان بأنهم جنود لهذا الوطن، سيخوضون ميادين القتال في سبيله، ولعل بعضهم قدم قرابين من الشهداء لهذا الإيمان، لاسيما مدار حديثنا الفريق الطيار فلاح فارس الأزيرج، الذي ابلى بلاءً حسناً بعد اعادته للخدمة في العام 2003، حيث كان من الضباط المفصولين لاسباب سياسية بعد ان اعدم النظام البعثي الصدامي شقيقه، وأقصاه من وظيفته، بل ومنع عليه حتى أن يتولى وظيفة مدنية، مع انه طيار محترف ومعروف، لكن نظام صدام لا يعرف الكفاءة ولا يحترم التخصص، لذا خسر العراق لسنوات طوال جهود واحد من كفاءاته في ميدان الطيران العسكري. وبعد أن سقط البعث، استبشر هذا الرجل المضحي خيراً، وبالفعل عاد للخدمة، وقدم قرباناً اخر، أي شقيق اخر يسقط على يد العصابات الأرهابية، لكن هذه المصائب والمصاعب لم تثنه عن مواصلة مسيرته الفاخرة، فساهم مساهمة فاعلة في بناء قدرات طيران الجيش والقوة الجوية العراقية، واعادة مؤسسات وزارة الدفاع بعد أن حلها الحاكم المدني للعراق بول بريمر انذاك. عمل الرجل جاهداً، مواصلاً الليل بالنهار في سبيل بناء قدرات الجيش العراقي الجديد، موظفاً خبراته العسكرية والعلمية في بناء قدرات هذه الكيان الوطني والعسكري المهم، وقد حظي باعجاب وتقدير كبار القادة والمسؤولين، وتدرج الى منصب معاون قائد القوة الجوية العراقية، ولكن نظام المحاصصة السيء حرمه مرة أخرى من الاستمرار في خدمة وطنه، ليحال على التقاعد في عمر مبكر، وهو لا يزال قادراً على الاستمرار بخدمة الجيش العراقي ومؤسساته. لذا فأن الرجاء والأمل يحدوه ويحدو غيره من زملائه الضباط العراقيين الكفوئين الذين يريدون الاستمرار في دعم الجيش في ان تشملهم مبادرة القائد العام للقوات المسلحة الشجاع، مصطفى الكاظمي، وأن يعاد لهم الاعتبار كما اعيد للفريق الركن عبد الوهاب الساعدي.
*
اضافة التعليق