بغداد- العراق اليوم: ماكينة إعلامية شرسة وعارمة موجهة الآن، تحاول ان تصف التحول السلمي في العراق، بأنه حدث جاء بمؤثرات خارجية، أو دوافع إقليمية، جهات ودول وأجندة عابرة للحدود، توظف الآن قدراتها، وجيوش من المرتزقة، ووسائل إعلامية محترفة في سبيل نزع اعتراف هنا، أو شهادة ملفقة هناك، وكل هذا حتى لا تتزعزع ثقة الجماهير في بلدان الاستبداد العربي والاقليمي في قياداتها المؤبدة في الحكم!. بصراحة، ما يجري الآن في العراق، وما يكرس من ممارسة سياسية سلمية، وما يحدث على أرض الواقع من احترام لسيادة ورأي الشعب، وما تفرزه الممارسة السياسية الشعبية من قيادات رغم قلتها، يؤرق دولاً، فتحاول ان تنسب هذا التحول الى عوامل خارجية تارةً، أو التقليل من قيمة ما حدث. في هذا الصدد، وقد رأى الباحث صلاح حسن، في حديث خاص لـ (العراق اليوم)، أن " التحول السلمي الذي جرى، وخضوع القوى السياسية للإرادة الشعبية في التغيير، كان وسيكون تجربة مهمة في مسارات التحول الديمقراطي، فتعزيز دور الشارع في صناعة القرار السياسي، كان ثمرة نضال وجهود مضنية وتضحيات جسام بذلت فيما سبق". ويضيف " الذي جرى ايضاً ان هذا التغيير لم يأتِ بفعل انقلاب عنيف، أو تمرد مدعوم من دول الجوار، بل جرى وفق قواعد وسياقات دستورية، وان اخفاق اي حكومة في عملها، وعدم قدرتها على ادارة اعمالها، يؤدي بها الى الخروج من السلطة، تمهيداً لحكومة قادمة، وهذا بالفعل ماجرى". ورأى أن " إختيارالكاظمي، كان استجابة عراقية خالصة، ولا يمكن أن ينسب أو يحسب على أحد المعسكرين، الايراني أو الامريكي، بل أن التقاطع في الموافقة عليه ايضاً كانت حاضرة، لذا فأن الرجل، ليس الا رؤية عراقية جامعة، فيما بقيت اطراف محسوبة هنا او هناك تعارض للرمق الأخير". من جانبه، أشار المحلل والكاتب الصحافي، سالم رحمن، الى أن " نجاح التوافق الوطني في انتاج حكومة جديدة، وفي ظل حديث عن تراجع كبير في الدور الاقليمي في هذا الملف، أنما عكس الرغبة الوطنية الملحة للتخلص من عوامل التدخلات، سواء اكانت سلبية او إيجابية". ولفت في حديث لـ ( العراق اليوم)، أن" الرئيس الكاظمي وهو يخطو خطواته الأولى، كان دائم التأكيد على مفهوم السيادة، واستعادتها وتحصينها من خلال بناء جسور التفاهم السياسي وردم الهوة التي ينفذ عبرها التدخل في الشأن المحلي، بل ان القرار السياسي الوطني تعزز اكثر واعظم بعد وصول الرئيس الكاظمي وهذا ما يشير اليه المتابعون والمحللون في كبريات الصحف ووسائل الاعلام الدولية".
*
اضافة التعليق