بغداد- العراق اليوم: أفاد تقرير لصحيفة ( اراب ويكلي) البريطانية، السبت، بأن إغراق السعودية لسوق النفط العالمية في حربها الاقتصادية مع روسيا سيؤدي إلى كارثة اقتصادية للعراق ، وهو البلد الذي يواجه بالفعل وضعًا غير مستقر ومتقلب بشكل متزايد. وذكر التقرير أن ” الانخفاض الحاد في اسواق النفط العالمية وانتشار وباء فايروس كورونا واغراق السعودية للسوق العالمية بالنفط والذي ادى الى وصول سعر البرميل الى 25 دولارا وهو مايمثل نصف ما كان عليه عند الانخفاض الحاد في سعر النفط العالمي إلى حد كبير بداية هذا العام سيكون له تداعيات اقتصادية وخيمة على البلاد”. واضاف أن “ماتفعله السعودية هو جزء من محاولة للاستحواذ على حصة روسيا في السوق مع الصين والهند وتفعل الرياض ذلك بدافع الغضب من موسكو لرفضها دعم تخفيضات الإنتاج المقترحة في اجتماع أوبك + أوائل هذا الشهر”. وقال الخبير الاقتصادي جويل وينج إن “هذه الخطوة يمكن ضررا كبيرا باقتصاد العراق في وقت تتصارع فيه البلاد بالفعل مع أزمات كبرى أخرى، في بلد هو الاكثر اعتمادا على النفط في العالم “. وأضاف وينج، أنه ” وبالاسعار الحالية فان الحكومة العراقية لن تكون قادرة على دفع الرواتب أو دفع المعاشات التقاعدية وهي أكبر تكلفة في ميزانيتها، كما أنها لن تتمكن على الأرجح من الدفع لشركات النفط التي تعمل في البلاد”. وتابع أن ” بغداد قد تقرر خفض إنتاجها الخاص ، لكن ذلك سيؤدي إلى جني أموال أقل، ونتيجة لتفاقم الأمور ، أصاب الطبقة السياسية بالشلل بسبب عدم القدرة على اختيار رئيس وزراء جديد، لذلك فالبلاد ليس لديها قيادة صحيحة عندما تحتاجها، و حتى ذلك الحين لم تكن النخبة العراقية جيدة في التخطيط”. واشار الى أنه ” عندما استفاد العراق من ارتفاع أسعار النفط ، استخدم المال لدفع مئات الآلاف من الوظائف الحكومية الإضافية التي وزعوها على شبكات المحسوبية الخاصة بهم للبقاء في السلطة، وعلاوة على ذلك ، لم تستعد الحكومة العراقية قط لانخفاض أسعار النفط ، وهو أمر كان لا مفر منه ويمكن التنبؤ به”. واوضح أنه “سيتعين على بغداد تنفيذ إجراءات تقشف ضخمة ، والإغارة على احتياطياتها من العملات الأجنبية ومحاولة اقتراض الأموال لتجاوز هذه الأزمة الجديدة”، محذرا من أن ” ذلك يمكن أن يؤدي الى موجة جديدة من الاحتجاجات ربما تكون اكبر من الاحتجاجات السابقة “. من جانبه قال اندرو سكوت كوبر مؤرخ ومؤلف كتاب “ملوك النفط”، إنه “لا تزال أسواق النفط بالنسبة للسعودية أداة حيوية في ترسانة الأمن القومي ففي اعوام 1977 ، 1985 ، 1990 ، ومرة أخرى في 2008 ، كان السعوديون مستعدين تمامًا لإغراق السوق لمساعدة أصدقائهم في الغرب ، في حين تسوية حسابات إقليمية مع منافسين مثل إيران والعراق”.
*
اضافة التعليق