بغداد- العراق اليوم:
قررت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، الأربعاء، السماح للأطباء في الولايات المتحدة باستعمال البلازما التي تبرع بها الناجون من فيروس “كورونا” في علاج المرضى المصابين بالفيروس.
ونقل موقع “NBC” الأميركي، خبراً عن أعلى سلطة صحية في الولايات المتحدة إنها “ستسمح للأطباء في أنحاء البلاد كافة، باستعمال البلازما التي تبرع بها الناجون من فيروس كوفيد – 19، في علاج المرضى الذين يعانون حالة متأزمة من أعراض الفايروس، بموجب بروتوكولات طوارئ جديدة اعتمدت يوم أمس الثلاثاء 24 آذار”.
وأشار الموقع إلى أن “هذا القرار بعد يوم واحد من إعلان حاكم نيويورك أندرو كومو أن وزارة الصحة في الولاية خططت لبدء علاج مرضى كورونا المستجد الأكثر تأزما، بالبلازما الغنية بالأجسام المضادة المستخرجة من دم أولئك الذين تعافوا منه”.
ويعود العلاج المعروف أيضاً باسم “بلازما النقاهة”، إلى قرون مضت، إذ استخدم خلال جائحة الإنفلونزا العام 1918، في عصر سبق اللقاحات الحديثة والأدوية المضادة للفايروسات.
ويرى بعض الخبراء، وفق “NBC” أنه قد يكون أفضل أمل لمكافحة فايروس كورونا المستجد، ريثما يمكن تطوير علاجات أكثر تعقيدا، الأمر الذي قد يستغرق شهوراً.
ونقل الموقع الأميركي، عن الدكتور جيفري هندرسون؛ الأستاذ المشارك في الطب والمايكروبايولوجيا الجزيئية في جامعة واشنطن، قوله إن “لهذه الطريقة مزايا بالتأكيد، والمثير في الأمر أنها ليست فكرة جديدة، إذ ظلت معنا مدة مائة عام أو أكثر”.
ويضيف هندرسون؛ الأستاذ في كلية الطب في سانت لويس، أن الأسرة الطبية “لا تعرف النتائج مسبقا حتى تتوافر الخبرة وتقارير الحالات المصابة بالمرض، لنقرّر ما إذا كان فعالا”، معربا عن اعتقاده “بوجود فرصة جيدة لتحقيق نتائج مرضية، بناء على السجل الحافل لهذه الطريقة في علاج عدد من الفايروسات الأخرى”.
وهندرسون هو جزء من شبكة وطنية من الأطباء والباحثين، يقوده فريق في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، كان يعمل على وضع بروتوكولات لاستخدام البلازما في علاج أولئك الذين يعانون من كوفيد – 19.
وارتبطت طريقة “بلازما النقاهة” باستعمال الأجسام المضادة المأخوذة من دم المرضى الذين تعافوا من مرض سارس في علاج الفايروس، الأمر الذي أدى إلى أعراض أكثر اعتدالا وإقامات أقصر في المستشفيات لبعض المرضى، وذلك خلال تفشي سارس العام 2002.
وتشير التقارير الأولية القادمة من الصين إلى أن “بلازما النقاهة” قد يكون فعالاً أيضا في تخفيف أعراض كوفيد – 19.
وبموجب بروتوكولات الطوارئ التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية، يمكن للأطباء طلب إذن لعلاج مرضى كوفيد – 19 من المصابين بأمراض خطيرة، على أساس كل حالة على حدة.
وسيتم في الوقت الحالي، حجز العلاج التجريبي للمرضى الذين يعانون حالة متأزمة ويشرفون على الموت. وقالت الوكالة إن إدارة الغذاء والدواء ستستجيب لمعظم الطلبات في غضون أربع إلى ثماني ساعات.
أما بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون العلاج بشكل أسرع، فيمكن للأطباء الاتصال بمكتب عمليات الطوارئ التابع لإدارة الغذاء والدواء، والحصول على إذن عبر الهاتف.
ويرجح الخبراء أن يكون العلاج آمناً وفعالاً، لكنه يمكن أن يعمل بشكل أفضل إذا أعطي للمرضى قبل أن تصبح الأعراض شديدة جدا.
وتشير الدراسات السابقة إلى أن الحقن الاستباقية لـ “بلازما النقاهة” قد تكون فعالة أيضا في حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية، وهم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض
*
اضافة التعليق