بغداد- العراق اليوم: نشر كاتب سعودي مقرب جداً من البلاط الملكي السعودي محمد ال الشيخ مقالاً (مضحكاً) يقول فيه ان مرض كورونا في ايران والعراق اكذوبة والغرض منه تخويف المتظاهرين. نص المقال من صحيفة الجزيرة السعودية: أعلنت السلطات الإيرانية أن فيروس كورونا أصاب اثنين من الإيرانيين في مدينة قم وأنهما قد توفيا نتيجة لهذه الإصابة. أنا بصراحة أشك كثيراً في صدقية هذه المعلومة، والسبب أننا تعودنا من ملالي الفرس طوال أربعة عقود مضت الكذب والافتراء والتدليس. كما أن تصريحًا رسميًا كهذا يصب في مصلحة نظام الملالي، ويخيف المتظاهرين من التظاهر، سواء كان ذلك في إيران الذي يشتد فيها الغلاء وسوء الأحوال المعيشية، أو في العراق الذي يقف النافذون الإيرانيون أمام تظاهر المواطنين مظهر العاجز، الذي جرب كل طرق القمع، ومنها القنص والاغتيالات لكنها لم تنفع، بل زادت المتظاهرون العراقيون الأبطال تصميماً وإصراراً. وفي تقديري أن الأيام القادمة ستحمل أخباراً مفبركة تؤكد أن الوباء انتقل إلى العراق، لتتعالى الأصوات مطالبة بمنع العراقيين من التظاهر في الساحات كيلا يتفشى الفيروس بين العراقيين، فقد طالب كثير من العراقيين فعلاً بإغلاق الحدود مع إيران حماية للعراقيين من تفشي هذا الفيروس في البيئة العراقية. ربما تنجح هذه الحيلة، بغض النظر إن كانت صحيحة أم لا، لكنها على المدى البعيد ستفشل حتماً، فهيبة الدولة في العراق اهتزت كثيرًا، ومثل هذه المسكنات قد تكون ذات تأثير على المدى القريب، لكنها في نهاية الأمر ليست حلاً، فلا مناص من تتبع مشكلات العراقيين وتتبع من سرق أموالهم، وجعل هذه الدولة الثرية بالمواد الأولية تبدو وكأنها من أفقر الدول، في كل مجالات الحياة العصرية. الأمر الآخر أن هناك أساليب في النضال السلمي غير التظاهرات، وربما يكون أثرها أشد وأقسى من المظاهرات، مثل الإضراب و(العصيان المدني)، والسؤال: ما هو العصيان المدني؟ يقولون إن العصيان المدني والإضراب عن العمل عرفه أول من عرفه الفراعنة المصريون، عندما امتنع العمال عن تأدية مهامهم مطالبين بتحسين أحوالهم المعيشية. أما في العصر الحديث فقد نادى به الكاتب الأمريكي هنري ديفيد ثرو عندما نشر بحثًا له في عام 1849 اعترض فيه على دفع ضريبة مخصصة لتمويل الحرب ضد المكسيك؛ فمشى على إثره بقية الأمريكيين، الأمر الذي اعتبر في العصر الحديث أول عصيان مدني. وقد استخدمه غاندي لتحرير الهند من الاحتلال البريطاني، واستخدمه نيلسون مانديلا ضد سياسة الفصل العنصري، وكذلك مارتن لوثر كنج في الولايات المحدة داعية الحقوق المدنية الشهير. فالعصيان المدني يعني التوقف عن تأدية أي نشاط تجاري، والامتناع عن تأدية الضرائب والرسوم للدولة، والتوقف عن الدراسة في المدارس والجامعات. وهذا لا يواكب حصار كورونا فحسب، وإنما يحاصر السلطات القمعية أيضاً، ويجعلها عاجزة ومشلولة، الأمر الذي يرغم هذه السلطات للرضوخ لمطالب الجماهير حتى لو لم يتظاهروا؛ وفي تقديري أن وجود آليات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، يمكن أن يقوم بالتنسيق بين الجماهير لإنجاح العصيان المدني بنسبة واسعة بين قطاعات العراقيين. كل ما أريد أن أقوله هنا أنني أعتقد أن شائعة وصول فيروس كورونا لإيران يكتنفها كثير من الشكوك في تقديري، ولو افترضنا صحتها فهناك وسائل ربما تكون أنجح لتحقيق أهداف الحراك، سواء في إيران أو العراق أو لبنان.
*
اضافة التعليق