بغداد- العراق اليوم: صحت بغداد في أول ايام العام الجديد، على صخب كبير ومخاوف جمة من احتمال تطور الأمور الى حرب مفتوحة بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في العراق، وبين المحور المعادي لوجودها، لاسيما وأن محور " ممانعة " الوجود الامريكي تجرأ هذه المرة وكسر خطوط التماس، فأجهز على خيوط الصلة الضعيفة في الأصل، حينما ظهر أكبر رئيس تحالف سياسي في العراق، هادي العامري، برفقة الشيخ قيس الخزعلي، وأبو مهدي المهندس " مهندس الحشد الشعبي وعقله السياسي" على أبواب السفارة الأمريكية، التي باشرت جماعات غاضبة باقتحامها وأحراق بواباتها في مشهد ذكر العالم بمشهد السفارة الأمريكية في طهران عام 1979. هذا التطور النوعي في شكل العلاقة بين النخب السياسية المحسوبة على محور إيران، والولايات المتحدة، قرأه البعض بأنه يمثل أوج حالات التصادم بين الطرفين، وأنه ينذر بحروب طويلة، أو على الأٌقل، سيدفع الولايات المتحدة، لاسيما ترمب لارتكاب " حماقات" كبيرة، كتلك الخطوة غير المبررة في استهداف مقر كتائب حزب الله العراقي على الحدود مع سوريا، أواخر عام 2019. الكاتب حسن الخفاجي قال في حديث لـ "العراق اليوم"، أن " الوضع السياسي تعقد أكثر من تعقيداته السابقة، وأن الأمور تتجه لأشد السيناريوهات التي قد تفضي الى نتائج خطيرة، منها الدخول في مواجهة مفتوحة بين الحشد الشعبي والقوات الأمريكية المنتشرة في قواعد محددة في العراق، وأيضاً قد تفتح شهية أطراف مناوئة لوجود الحشد الشعبي في مناطقها الى الانضمام الى المحور الأمريكي في مقاتلة الحشد الشعبي في جبهات تواجده لاسيما وسط وغرب العراق". واشار الخفاجي، الى أن " هذا التعقيد الأمني استبق بتصعيد سياسي، حينما مارست الولايات المتحدة، وحلفاؤها من طرف خفي دوراً تخريبياً لجهود تحالف البناء " قوى الحشد الشعبي السياسية" في إيجاد مخرج للأزمة القائمة منذ الاول من اكتوبر الماضي، وأفشلت الولايات المتحدة كل مرشحي البناء لرئاسة حكومة جديدة في البلاد". ونوه الى أن "هذا التصعيد الأمريكي كان هدفه الحد مما يسمى بـ( النفوذ الايراني) في البلاد، لكنه أنتهى الى ان يستنفر هذا الطرف كل جهود لصد هذه الهجمات السياسية والأمنية المتكررة، لاسيما وأن الحشد الشعبي الذي كان بعيداً طوال الأشهر السابقة عن مجريات الأمور، يعد ورقة ذات بعد شعبي واضح وقادر على قلب معادلات مهمة في الواقع، لذا فأن أستخدامه اليوم كورقة للعبِ يأتي كأخر الدواء، وأن الدفع به قد يحقق مصلحة ستراتيجية أمريكية التي ستعمل على تحشد الشارع الأخر ضده، ولكن هذا الأمر أخطر لأنه قد يقود الى أن تفلت الأمور نهائياً وتتطور الى حرب أهلية، سيكون سلاح الحشد الشعبي عاملاً حاسماً فيها".
*
اضافة التعليق