بغداد- العراق اليوم:
ما إن انتشرت تسريبات ترشيح عضو حزب الدعوة، وصاحب الوزارات المتعددة، محمد شياع السوداني إلى منصب رئاسة الوزراء، حتى سارعت الفعاليات الاحتجاجية والمتظاهرون إلى التعبير عن رفضهم تسلّم السوداني أو غيره من الوزراء والمسؤولين الحكوميين منصب رئاسة الوزراء في الفترة الانتقالية، فيما كشف قيادي رفيع في سائرون عن تضاؤل حظوظ المرشح “المستقيل” من حزب الدعوة، بالتزامن مع معلومات مشابهة أوردها تقرير لصحيفة تابعة لحزب الله اللبناني.
ولم تُقنع استقالة السوداني من حزب الدعوة، أوساط المتظاهرين بـ”استقلالية” الرجل حيث عدها متظاهرون قراراً متأخراً، فيما تعامل آخرون مع قرار الإستقالة بسخرية، متبادلين تصميماً يظهر فيه السوداني وهو يحاول إقناع “دبّة” باستقلاله، في إشارة إلى المثل الشعبي “سولفها للدبة” والذي يُطلق كناية عن الأمور التي يصعب تصديقها.
وفيما يضع متظاهرون “محاكمة قتلة المتظاهرين ومحاسبة المتسببين بالانتهاكات خلال التظاهرات التي راح ضحيتها أكثر من 400 قتيل” على رأس مهام رئيس الوزراء المقبل، استعاد ناشطون جانباً من سيرة السوداني أثناء تسلمه وزارة حقوق الإنسان، فضلاً عن سجل الانتهاكات الذي سُجل في تلك الحقبة.
غالبية التسريبات أشارت إلى أن السوداني أصبح مرشحاً لتحالف البناء، وبدعمٍ مباشر من كتل تحالف الفتح، على رأسها ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، والفتح بزعامة هادي العامري، وذلك بعد إعلان تحالف سائرون تنازله عن “حقه” بترشيح رئيس وزراء.
وفي هذا السياق، ينفي النائب عن التحالف، قصي الياسري، اشتراك تحالفه في أي تفاهمات أو لقاءات تتعلق بترشيح السوداني او غيره.
يقول الياسري أن “اعلان سائرون التنازل عن حقه، كان مشروطاً بنقل هذا الحق إلى المتظاهرين في ساحات الاعتصام، وبما يطلبونه ويحقق مصالح العراقيين جميعاً”.
يضيف “لم نستهدف بقرارنا أن تستولي كتل أخرى على المنصب، لكن بعض الكتل لا تشعر بخطورة الازمة، التي نعتقد أنها خلال اليومين القادمين تمر بأخطر منعطف لها منذ انطلاق التظاهرات في 1 تشرين الأول”.
ويمضي بالقول “بعض الكتل تصر على عدم فهم مزاج الشارع، والاستماع إلى صوت ساحات التظاهر، والالتزام بالمواصفات التي حددها المتظاهرون، وعلى رأسها أن لا يكون مرشح رئاسة الوزراء ممن شغلوا مناصب عليا او تسلموا مناصب وزارية خلال الحقبة الماضية”.
وأكد الياسري في حديثه أن “أنباءً تُشير إلى أن حظوظ السوداني تتضاءل، وأن الكتل تلقت إشارات حادة من الشارع تؤكد استعداد المتظاهرين لاتخاذ خطوات تصعيدية في إطار الحراك السلمي لإجهاض محاولات الزج بالشخصيات الحزبية، ما دفع بعضاً من تلك الكتل إلى التراجع خطوات إلى الوراء في هذا المسعى”.
وبيّن “المعلومات التي تردنا تشير إلى أن موضوع السوداني حُسم تقريباً لجهة الامتناع عن ترشيحه” مؤكداً أن “قاضياً يحظى بشعبية عالية قد يكون هو البديل” رافضاً الكشف عن مزيد من المعلومات بشأنه.
*
اضافة التعليق