عبد الله قرداش (التركماني) ورجل الأمن الذي خلف المجرم البغدادي

بغداد- العراق اليوم:

أسدل تنظيم "داعش" الستار رسمياً عن اسم من سيخلف زعيمه أبا بكر البغدادي، بعد أيام من مقتل الأخير على يد قوات أمريكية في سوريا.

وقال تنظيم "داعش"، في 31 أكتوبر الماضي، إنه سمى "أبا إبراهيم الهاشمي القرشي" زعيماً له، وخلفاً لزعيمه السابق أبي بكر البغدادي، الذي قتل في عملية عسكرية أمريكية في شمال غربي سوريا، في 27 من أكتوبر الجاري.

واعترف التنظيم بمقتل البغدادي، وأيضاً بمقتل المتحدث باسم التنظيم "أبو الحسن المهاجر"، ليختار التنظيم "القرشي" قائداً جديداً له دون الكشف عن الاسم الحقيقي، والاكتفاء بالاسم الحركي، في حين يتوقع خبراء وباحثون في الجماعات الارهابية أن يكون العراقي التركماني والقيادي في التنظيم، عبد الله قرداش، هو الخليفة الجديد.

قرداش هو الخليفة!

وتوقع الباحث في الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية، أن يكون الخليفة الجديد "أبو إبراهيم الهاشمي القرشي"، الذي أُعلن عنه زعيماً للتنظيم، هو نفسه عبد الله قرداش.

وقال أبو هنية: إنه "من المعروف أن التنظيم كان لديه الترجيح بأن يتولى هذا المنصب عبد الله قرداش (أبو عمر التركماني)، وأن الاسم الذي أُعلن عنه ربما يكون اسماً حركياً جديداً له".

وأشار إلى أن أكثر شيء يرجح أن يكون هو القائد الجديد لتنظيم "داعش"، أن قرداش تولى "أهم ديوان؛ وهو ديوان الأمن، إضافة إلى توليه مناصب كثيرة ولديه خبرات واسعة، إضافة إلى قتاله ضد الأمريكان منذ بداية تأسيس التنظيم، إلى جانب مرافقته لأبي بكر البغدادي".

كما أشار إلى أن القائد الجديد للتنظيم لن يكون إلا "عراقياً؛ استناداً إلى جنسية القائدين السابقين، وهما الزرقاوي والبغدادي"، مشيراً إلى أن هذه هي "عقلية التنظيم".

وفيما يتعلق بعمل التنظيم، أكد أنه "لن يتغير كثيراً عما كان انتهى إليه، بمعنى العودة إلى منظمة سرية، وستبقى هناك حرب عصابات، وهذا الضغط ربما نشهد من خلاله تكتيكات عسكرية ربما أكثر عنفاً من مرحلة البغدادي بشكل أو بآخر".

وأكد أن التنظيم "عادة لديه خطط ولا يعمل بشكل عشوائي، كما حدث عندما تولى أبو بكر البغدادي الذي أعلن وقت توليه عن خطط سنوية؛ مثل خطة هدم الأسوار وحصد الأجناد وغيرها"، مشيراً إلى أن "داعش يعمل بهيكل صلب وهو من أكثر التنظيمات تماسكاً على مستوى الهيكل التنظيمي وعلى الصعيد الإيديولوجي بشكل ما".

ويرى أن "داعش لن يخالف هذا النهج من حيث الخطط، مثل بعض العمليات الانتقامية"، مدللاً على ذلك بإعلان بعض الدول "رفع الحالة الأمنية".

وسبق أن قال هنية، في تصريح سابق لـ"الحرة"، إن "البغدادي عين قرداش نائباً له منذ مدة حسب معلومات أدلى بها قيادي بارز في تنظيم داعش يدعى إسماعيل العيثاوي".

ترشيح سابق

وفي أغسطس الماضي، ذكر الإعلام المحسوب على تنظيم "داعش" أن البغدادي رشّح العراقي التركماني "خليفةً" له في قيادة التنظيم، الذي أعلن عودة الخلافة بعد سيطرته على أراضٍ عراقية وسورية عام 2014.

وسبق أن ذكرت قناة "السومرية" العراقية أن "الخليفة المرشح" يكنى بـ"أبو عمر قرداش"، وهو من أصل تركماني، كان ضابطاً سابقاً في الجيش العراقي إبان حكم الرئيس المجرم صدام حسين، وهو ذو خبرة قيادية في التنظيمات الارهابية بالعراق وسوريا ولبنان.

وتقول مصادر مطلعة، إن خليفة البغدادي الملقَّب بـ"المدمر"، كان معتقلاً في سجن "بوكا" (بمحافظة البصرة)، وسبق أن شغل منصب الشرعي العام لتنظيم القاعدة، وهو خريج كلية الإمام الأعظم في مدينة الموصل.

ووفق المصادر، فإن "قرداش" كان مقرباً من القيادي أبو علاء العفري (نائب البغدادي والرجل الثاني في قيادة داعش، وقُتل عام 2016)، "وكان والده خطيباً مفوّهاً وعقلانياً"، كما أنه يتسم بالقسوة والتسلط والتشدد، وكان أول المستقبلين للبغدادي إبان سقوط الموصل.

تقرير خاص

تولى "قرداش" منصب أمير "ديوان الأمن العام"، في سوريا والعراق، وهو أحد أقوى الدواوين داخل "داعش"، والمسؤول عن حماية القيادات والتخلص من أعداء التنظيم. كما أشرف في وقت سابق على "ديوان المظالم"، وهو ضمن الإدارات الخدمية التي أنشأها "داعش" خلال سيطرته على المدن. وتولى أيضاً منصب وزير الدفاع داخل التنظيم، وأشرف بنفسه على عمليات التفخيخ في أثناء معارك التنظيم ضد "الجيش الحر" بسوريا.

ورشحه أبو بكر العراقي، نائب البغدادي السابق، ليكون قائداً لفرع التنظيم بلبنان، إبان تفكير التنظيم في إنشاء فرع هناك، لكن الفكرة أُلغيت في وقت لاحق.

كان "قرداش" أحد مرافقي البغدادي في الفيديو الأخير الذي بثه التنظيم بعنوان "في ضيافة أمير المؤمنين"، في أبريل 2019.

كما تولى منصب "العسكري العام" لما يُعرف بـ"ولاية الشام" سابقاً، وأشرف بنفسه على قيادة معارك التنظيم في الرقة، بحسب وثيقة سابقة نشرها عضو مكتب البحوث والإفتاء التابع لـ"داعش"، أبو محمد الحسيني الهاشمي.

شخصية البغدادي

علق هنا