هل أنت من أهل النار

بغداد- العراق اليوم:

هادي جلو مرعي

يعاقب الله الناس بأشد العذاب، وربما فوق عذاب من يتبعون من طغاة وجبابرة وحكام مخبولين يدافعون عنهم، ويبررون لهم جرائمهم لمجرد إنهم منتفعون منهم، أو يدينون لهم بولاء الدين، أو القومية، أو الطائفة، وهم ينظرون إليهم يملأون السجون بهياكل بشرية تعذب وتحرم من الطعام، وتعيش في زنازين تتبول وتتغوط فيها وتنام، ولايعبأون وهم يسمعون بكاء اليتامى، وأنات الثكالى، والمهم ان يستمر الحاكم في حكمه، ويستمر المنتفعون في جني ثمار الولاء والطاعة للقاتل المتسلط الذي يسمونه الرئيس مرة، والأمبراطور ثانية، والزعيم ثالثة وووووو.

يعيش الحاكم الظالم وهو يقرر الأمور على هواه، ويري الناس مايراه هو فيحجب أبصارهم عن كل صورة، وأسماعهم عن كل صوت إلا مايطابق مايراه من صورة وصوت يعبران عن حكمه وسلطته وتفرده ووجوده الأبدي، وهم خاضعون ومذعنون وصادحون بإسمه ومجده. الناس الذين يدافعون عن الظالم يدركون ظلمه، ولكنهم يغضون الطرف عن كل فعل مشين طالما إنه يمثلهم، ويضمن مصالحهم، ويحمي وجودهم، وماتحقق لهم من ثراء وسلطان ونفوذ على حساب شركائهم. عبر عقود مرت نظرنا بأعيننا، وسمعنا للكثير من الدكتاتوريات وهي تستعبد شعوبا، وتبيد مجموعات بشرية معارضة بوسائل، وأساليب بشعة للغاية، ولايلقى الدكتاتور سوى الرضا من الأتباع والمنتفعين، ومثال ذلك مافعله جبابرة الأرض عبر التاريخ القديم والحديث، وكانت الجثث تغيب في التراب، او تلقى في البحر، أو تذاب في أفران، أو تدفن في حفر وخنادق، وتطوى الى الأبد، وحتى مع مضي السنين يخلد الدكتاتور ويمجد عند قومه المنتفعين، ويذم من مناوئين، ومن الذين لحق بهم الأذى. الناس على دين ملوكهم.. هكذا قيل، وبالفعل فهم يجرون خلف مصالحهم، ولذلك كان الحكام يعطون لمن يمدون ايديهم ليستمروا في الولاء، ويقطعون رقاب من يمدون رؤوسهم طلبا للحكم،  ومنافسة للسلطان، وينشغل هولاء بتمجيد الحكام حتى اللحظة الأخيرة ثم يتخلون عنهم ربما حين يموتون، أو ينكسرون، وهناك من يظل وفيا لسبب ما، او نكاية بالخصوم والمخالفين

علق هنا