بغداد- العراق اليوم:
منذ يومين وحتى الآن، ومحافظات الجنوب تشهد اضطراباً امنياً غير مسبوق، في ظل تقاعس الحكومات المحلية والاجهزة الأمنية عن ضبط الأوضاع التي انزلقت الى قتال عنيف في بعض المدن، كالناصرية التي تفيد الانباء الواصلة من هناك بسقوط ما لايقل عن ١٨ شهيد واكثر من ١٠٠ جريح، فيما سجلت المحافظة حوادث حرق متواصلة، انتهت باحراق مقر المحافظ وسط المدينة. وبحسب الانباء، فأن " متظاهرين مجهولين بدؤوا منذ يوم الجمعة بإحراق مقار حكومية، ابرزها مبنى ديوان المحافظة، ومجلسها، ومؤسسة السجناء السياسيين، فضلا عن مقر تابع لحركة عصائب اهل الحق، التي شهد مقرها اشتباكات عنيفة خلفت عشرات القتلى والجرحى". وبحسب المصدر، فأن " مسلحين يشتبه بانتمائهم لسرايا السلام التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر، اشتبكت بالأسلحة الخفيفة مع حماية مقر العصائب التي يقودها رجل الدين قيس الخزعلي، لينتهي الاقتتال الى السيطرة على المقر بعد قتل احد حراسه واحراقه بالكامل، فيما لم يكن مقر حركة سيد الشهداء والخامس عشر من شعبان بأفضل من مقر العصائب، لينضم مقر حزب الله العراقي لمجموع المقار التي احرقت". وبحسب الانباء، فأن اشتباكت هي الأعنف من نوعها وقعت بين متظاهرين هاجموا منزل رئيس اللجنة الأمنية جبار الموسوي وسط الناصرية بغية احراقه، ليرد عليهم حراس المنزل بوابل من الرصاص الذي اوقع عدداً من القتلى والجرحى، وينتهي الامر عند تمكن بعض المتظاهرين من احراق المنزل، ليتوجهوا بعدها لإحراق منزل رجل الدين المعروف محمد باقر الناصري لكن الأهالي منعوهم من الإحراق، لكنهم قاموا بتكسير اثاث المنزل والعبث بمحتوياته قبل المغادرة باتجاه منزل المحافظ عادل الدخيلي ليحاصره عدد منهم بغية احراقه الا ان القوات الامنية نجحت اخيرا في تفريقهم بالقوة". الامر ذاته كان في مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان الغنية بالنفط، التي شهدت اشتباكات مسلحة عنيفة بين القوات الامنية وبعض رجال العشائر ليل السبت اسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى من كلا الطرفين، فيما تواصلت اعمال الحرق للمقار الحزبية والحكومية بوتيرة متصاعدة، الامر الذي يحذر من خطورة تطور الحال الى حرب أهلية طاحنة، لاسيما مع غياب اي حلول حكومية عاجلة قادرة على استيعاب الغضب الشعبي المتفجر منذ مطلع اكتوبر الجاري. في البصرة، كانت الأمور اهدأ قليلاً، الا ان اشباكات عنيفة جرت مساء السبت بعد قيام قوات الشرطة بمحاولة فض تجمعات من الشبان الذين هتفوا باسقاط العملية السياسية، والتنديد برئيس الحكومة الحالية عادل عبدالمهدي وحكومته التي اتهموها بالضعف والفساد.
*
اضافة التعليق