بغداد- العراق اليوم:
سليم الحسني
أطلق وزير النفط ونائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ثامر الغضبان، تصريحاً مملوءاً بالريبة، يقول فيه أن "موجة الاحتجاجات هي اعلان عن نهاية حقبة لنظام سياسي بدء بعد 2003، وهي موجة رفض واعلان بطلب وضرورة اعلان نظام سياسي جديد". كلام الوزير الغضبان، يتضمن دعوة لإثارة فوضى عامة، وليس الى عملية اصلاح للنظام السياسي كما يسعى المخلصون من شباب العراق والمتظاهرون الذين يريدون الإصلاح الحقيقي ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وإعادة الكرامة الى المواطن العراقي. الوزير الغضبان يتحدث بلغة البعثي الذي لا يمكن أن ينسى ثأره من سقوط النظام السابق، وتصريحه ينطلق من نفس الشعار الذي يرفعه البعث ويروّج له آل سعود ودولة الامارات وإسرائيل والمشروع الأميركي بشكل عام، فهذا المحور العريض يريد للعراق أن يتحول الى ساحة اقتتال شيعي ـ شيعي ينحصر في المناطق الشيعية وحدها، بينما تبقى مناطق الكرد والسنة آمنة بعيدة عن الفوضى. من الصعب أن نجد تبريراً بريئاً لتصريح الغضبان، سوى أنه ترويج لمشروع خطير يُراد فرضه على العراق من خلال استغلال المظاهرات المطلبية الصادقة، وتحويلها باتجاه آخر، هو الخراب الشيعي التام، وإنهائهم بفتنة طويلة. في هذه الساعات الحرجة لابد أن يحتفظ المتظاهرون بأعلى درجات الوعي، وأن يعرفوا أن الغضبان هو أحد رموز الحقبة البعثية، وهو ينحدر من عائلة إنقلابية دموية، فشقيقه خضير عباس الغضبان كان على أول دبابة في الانقلاب البعثي عام ١٩٦٨، وشقيقه الآخر حسين عباس الغضبان من عتاة رجال الأمن، وجرائمه متداولة بين أحزان الضحايا لبشاعة ما كان يقوم به بحق المعارضين، وشقيقه الثالث حذيفة عباس الغضبان هو الاخر من أزلام النظام البعثي والمعروف بجرائمه من خلال عمله في جهاز مخابرات صدام. في اللحظات الحرجة، يكون الدور الأكبر على المتظاهر الذي يهتف بالشارع، فهو يكون أمام مفترق حساس، إما أن يصنع حاضر البلد ومستقبله، وإما أن يتم خداعه فيكون كمن يحشو البندقية لقاتله، ويسقط هو صريع الرصاصة الأولى. اللحظة صعبة دقيقة، نسأل الله أن يحفظ العراق والعراقيين من أصحاب المخطط الشرير، وأن يأخذ بأيدي المخلصين في تظاهراتهم المطلبية الصادقة.
لاستلام مقالاتي على قناة تليغرام: https://telegram.me/saleemalhasani
*
اضافة التعليق