بغداد- العراق اليوم:
حذر وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، ونظيره الفرنسي جان ايف لودريان، الخميس، من تداعيات العمليات العسكرية التركية داخل سوريا. وقال الحكيم، خلال مؤتمر صحفي مشترك، مع لودريان عقد في مبنى وزارة الخارجية إن “العراق سيتسلم مقاتلي داعش العراقيين وعوائلهم ويقوم بمحاكمتهم داخل العراق”، مبينا أن “عدد الدواعش في سوريا كبير جداً وجاءوا من 72 دولة”. وأضاف، أن “المحادثات مع الوزير الضيف، تطرقت إلى اجتياح تركيا للشمال السوري”، مؤكداً أن “العراق يراقب ما يجري في سوريا، وقد اتخذ عدداً من الإجراءات لحماية حدوده، وضمان عدم تسلل المقاتلين الأجانب في التنظيم عبر حدوده”. من جانبه حذر لودريان، “من عودة داعش الى العراق وسوريا بسبب التوغل التركي بالشمال السوري”، مبيناً أن “هناك خطر شديد نتيجة التوغل التركي شمال سوريا، وان العراق شريك بالحرب على داعش”. كما ناقش الجانبان “العلاقات الثنائية واعمار المناطق المحررة عبر الشركات الفرنسية الكبرى”. ووصل وزير الخارجية الفنرسي جان ايف لورديان، اليوم الخميس، الى العاصمة بغداد؛ لمناقشة مشروع يتضمن وضع “الية” دولية لمحاكمة عناصر داعش، حسبما ذكرت وسائل اعلام فرنسية. وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية تحسين الخفاجي، الأربعاء، وجود “نحو 10 آلاف عراقي بين عناصر داعش الـ 13 ألف المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية شمال سوريا”. وأضاف الخفاجي إن “تقديرات الدفاع العراقية تشير إلى وجود 13 ألف محتجز من عناصر داعش لدى قوات سوريا الديمقراطية، من بينهم 10 الاف عراقي، وأن القوات العراقية اتخذت سلسلة اجراءات احترازية تحسباً لأي سيناريو بعد انطلاق العملية التركية للتوغل في الشمال السوري”. وأكد الخفاجي “معلوماتنا تشير إلى وجود قيادات خطرة، لكننا نملك قاعدة بيانات حتى للارهابيين السوريين ونتبادل المعلومات مع الجانب السوري، وهي مجموعة اجراءات ستمنع تسلل أي قيادات ارهابية بين صفوف النازحين”. ونفى الخفاجي دخول أي من تلك العناصر إلى الأراضي العراقية حتى اللحظة. وحذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، عبر صفحته من ابرام صفقات بين العراق والولايات المتحدة او فرنسا، تشمل استقبال العراق لعناصر داعش، قبل أن ينفي مصدر في رئاسة الجمهورية العراقية وجود أي مباحثات من هذا النوع، فضلاً عن رفض عراقي أبلغه الرئيس صالح للمسؤولين الاميركيين. ووصل نحو ألف من كرد سوريا خلال الأيام الاربعة الماضية إلى إقليم كردستان العراق، فارين من العملية العسكرية التي تشنها تركيا في شمال سوريا، بحسب ما أشار مسؤولون الأربعاء. ونقلت وكالة “فرانس برس”، عن مسؤول العلاقات والإعلام في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في إقليم كردستان العراق رشيد حسين ” قوله: “وصل الأربعاء نحو 800 لاجئ سوري” إلى المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي. وأضاف أن بينهم “285 لاجئاً غالبيتهم من النساء والأطفال، وصلوا إلى مخيم بردراش بمحافظة دهوك” الحدودية مع سوريا، “وهناك 540 لاجئاً آخرين في طريقهم إلى المخيم”. ولا تزال توجد في شمال غرب العراق أعداد كبيرة من المخيمات التي كانت ملاذاً آمناً لملايين النازحين العراقيين مع اجتياح تنظيم “داعش” للبلاد في العام 2014. من جهتها، أكدت المنظمات غير الحكومية العاملة في إقليم كردستان العراق، إنها في حالة تأهب قصوى مذ بدأت أنقرة قبل أسبوع عملية عسكرية في شمال سوريا، مستهدفة وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع الغرب في قتال الجهاديين. وكانت منظمة الهجرة الدولية أفادت بأن “182 كردياً سورياً عبروا الحدود إلى كردستان العراق، هرباً من القصف في شمال شرق سوريا”. وأكد معاون محافظ دهوك للشؤون الإنسانية إسماعيل أحمد إن “هؤلاء أصلاً حصلوا على إقامات في إقليم كردستان، ويبدو أنهم توجهوا إلى ذويهم قبل وقوع المعارك وحوصروا هناك (…) واليوم تمكنوا من العودة”. واندلعت اشتباكات عنيفة الأربعاء بين الجيش السوري والقوات الكردية من جهة والفصائل المقاتلة الموالية لتركيا من جهة أخرى في شمال سوريا. وكانت القوات الكردية قد دعت الجيش إلى الانتشار في مناطق واقعة في الشمال السوري، منها منبج وعين عيسى، للتصدي لهجوم أنقرة التي سيطرت مع حلفائها من الفصائل المقاتلة، منذ شن هجومهم قبل أسبوع، على مساحة من الشريط الحدودي تمتد لنحو 120 كيلومترا.
*
اضافة التعليق