بغداد- العراق اليوم: ياسر العبودي .
لايختلفُ اثنان على النجاحات التي حققها رئيس مجلس النواب الشاب محمد الحلبوسي على الصعيدين الوطني الداخلي والخارجي مع مرور عام على تسلمه منصبه ، وقد تمثلت هذا المكاسب في مجملها بان صوت العراق الواحد هو الذي وصل الى العالم في اكثر مباحثاته التي عقدها في دول عربية واجنبية وابرزها زيارته الناجحة للولايات المتحدة ونشاطه المتميز في البرلمانات العربية حيث بدا العراق قويا متماسكا فاعلا عائدا بقوة للمعادلات الدولية والاقليمية في ملفات كثيرة ، قبل ذلك هو الدور الوطني الداخلي الذي تمثل برأب الصدع واعادة الحياة الى برلمان ميّت سريرياً واطفاء الحرائق والدفاع عن مكونات العراق جميعها ، فكان حاضرا بقوة في الانبار مثلما هو حضوره في النجف وابو غريب واقليم كردستان ومحافظات كثيرة ، ان منهج الحلبوسي في ذلك كله ، ان جميع العراقيين سياخذون حقوقهم في بلد قوي بمؤسساته وحواره السياسي الصريح وتحقيق العدالة عبر نظام المؤسسات الرصين الصحيح ، لا اعرف شخصيا ماهو الخلل في هذا المسار الذي اثار اعجاب السنة والشيعة والاكراد وباقي المكونات وهم ينظرون الى سياسي شاب قادم من خلفية مهنية علمية بوصفه مهندسا وخلفية اصيلة باعتباره ابن عشائر منطقة كريمة وخلفية سياسية ناجحة كموظف كبير محافظا في مدينته التي شهدت له هذا النجاح ومجيئه بالاجماع السني اولا على ترشيحه والاجماع الوطني على قبول هذا الترشيح ، اقول لا اعرف ماهو الخلل ونحن اليوم نستمع الى صوت من قاع الفشل والضغينة والرهان على التنازع والاختلاف ، صوت اسامة النجيفي الذي يحاول خلط الاوراق والوجوه اليوم ليخرج باسم مايسميه جبهة انقاذ ، رافعا سلاح الحرب مع الهواء ليستكمل خيباته وتقلبه ، النجيفي الذي شهد صعوده الى مجلس النواب اسوأ مراحل الحياة السياسية حيث الاقتتال والخلاف وتعطل الحوار ، الذي انقلب من صوت صاخب ضد الاكراد ينتقد ويشتم بمناسبة وغير مناسبة الى تقبيل ايادي قادتهم من اجل ضمان ترشيحه ، وهو يتحمل وزر التدخل الخارجي حيث ترك البرلمان وذهب يستجدي في اروقة دول كانت تحمل العداء للعراق والعملية السياسية ، العملية السياسية التي كان النجيفي من اوائل الذي صلّوا في محرابها وحصدوا مكاسبها ومناصبها ثم باعها بثمن بخس على ارهابيين وهاربين ومناوئين للعراق ، بل إن رذيلة النجيفي انه سنّ سنّة سيئة تعد خيانة لمنصبه وللتخويل الشعبي العام له ، حين استغل مباحثات باسم مجلس النواب لعقد صفقات وتاسيس تجمعات ضد العراق الواحد بحجة حقوق السنّة ، فمالذي حصده سنّة العراق من سنّة النجيفي هذه ، بعد أن حشد الشباب واوهمهم بدولة سنية وحشد المظاهرات التي رفعت صور صدام ليستميل معارضين هاربين ، مالذي حصده سنة العراق ولانقول العراقيين جميعا من (رئيس مجلس النواب) واخيه محافظ الموصل ، بعد أن سلماها خرابا ووفروا كل الدعم للارهابيين ليتفاجأ السنة المساكين بانهم محتلون ومبيوعون وهم في بيوتهم . لا اظن قيد شعرة أن قَدْح النجيفي للرئيس الحلبوسي في اول فعالية يقوم بها قائد جبهة الانقاذ ، انما يكشف السوء الذي يخفيه هذا الرجل للعراق كله وسوء تنظيمه الذي سيكتشف الشرفاء الذين انضموا معه الى انهم ضحايا خدعة كبيرة وانهم سيباعون في سوق التآمر الذي اسماه النجيفي بجبهة الانقاذ ، المتقلب في الاراء بائع المواقف ، الذي لاحليف له سوى اخيه ومصلحتهما حتى لو باعا الموصل والسنة والشيعة وهربوا يقبلون ايدي القادة الكرد بعد أن شتموهم في اخس المواقف واقل مستويات اللغة والاسلوب. اما التمييز بين الدفاع الاعلامي والدفاع الحقيقي عن المصالح في راي النجيفي بالحلبوسي فانما هو مسخرة فعلا ، أن يتهم الهاربون وقت الشدة شباب الشدائد المتصدين للمشاكل المتراكمة بانهم اصوات فقط ، فما يقوم به الحلبوسي ومعه الشرفاء من السياسيين والشيوخ والشعب كله اليوم ، هو تطهير العراق وشعب العراق ومناطقه جميعا من المشاكل التي افتعلها النجيفي من المدن المهدمة والنازحين الذين هم دين في رقبته ومشاكل لاتحصى من رجس النجيفي وولايته هو واخيه وهي مهمة صعبة نعم ، لكنها ليست مستحيلة .
*
اضافة التعليق