بغداد- العراق اليوم:
تفاصيل مهمة، ومعلومات وضعت النقاط على الحروف، فيما يخص ملف التخابر مع الكيان الصهيوني الغاصب من قبل نواب وشخصيات عراقية، تلك البالونات التي اطلقها اعلام العدو، في اطار مساعيه لإضعاف جبهة الممانعة للتطبيع معه التي يقودها العراق بقوة، إذ لا يزال العراقيون يعتبرون اسرائيل عدوهم الأساس، وأن معركتهم معه لن تتوقف، على الرغم من المحن والفتن. واذ كان البعض يعتقد بصعوبة مواجهة آلة الكيان الصهيوني الفخمة، وحربه النفسية الموجهة ضد العراق، يأتيك صوت جهاز المخابرات الوطني العراقي الواثق والباسل، الذي يدحض هذا الإعتقاد، ويسقطه من أساسه. وللأمانة، فإن الشيء الذي يجب ذكره بصدق هنا، أن جهاز المخابرات، ومعه عدد قليل جداً من المؤسسات العراقية التي نأت بنفسها عما يحدث الان من إنهيار قيمي وأخلاقي ووظيفي يصيب البنية الوجدانية والتاريخية للمجتمع العراقي برمته، لا سيما الجهاز الإداري، إذ تسجل لهذا الجهاز الشاب الجديد، الذي تأسس على أنقاض أعتى جهاز مخابرات، وأشرس آلة بوليسية تدميرية فتاكة ليس في العراق فحسب إنما في المنطقة أيضاً، وطبعاً فإن الفضل يعود في هذا الأداء المبهر لقيادته الشابة المثقفة، التي قلبت صورة (المخابرات) رأساً على عقب، فتحولت صورته الدموية العنيفة التي كانت ترعب المواطن العراقي إلى صورة أخرى، صورة باتت تزرع الأمان والطمأنينة والثقة في نفوس العراقيين، مثلما تخيف العدو وترعب مشاريعه. وهذا الأمر يحتاج لوقفة أخرى سنأتي إلى محطتها في يوم ما بالتفصيل .. إذن فقد كان على جهاز المخابرات أن يتدخل ويقول رأيه في هذه القضية الخطيرة، التي أثارت الهلع في نفوس الساسة العراقيين، بل وعموم المجتمع. وهكذا ظهر جهاز المخابرات الوطني في وقته المناسب ليضع النقاط على حروف الحقيقة كما قلنا، وليفضح هذا المخطط الذي تديره الدوائر الصهوينة، ويحصّن الداخل العراقي من هذا الاختراق غير المسبوق، وليوقف هذا المسلسل، عبر كشفه شبكات مرتبطة بوزارة الخارجية الاسرائلية، وجهاز مخابرات العدو الصهويني، حيث تمثل هذه الضربة المخابراتية الوطنية، فضيحة كبرى لهذا الكيان واجهزته المتغطرسة، وتثبت قدرة رجال العراق على مواجهة الأزمات، وتحدي الملمات. ان هذا الكشف الجريء سيفتح باب المعلومات ويفصح عن معلومات أخطر، ترتبط بالدور التخريبي الذي يقوم به هذا الكيان الحاقد، ويكشف عن قدرات فائقة لدى جهازنا الوطني في متابعة خيوط المؤامرة على العراق واسواره، وليحافظ على منعة الوطن وقوته. فقد نفى جهاز المخابرات العراقي، في وثيقة موجهة إلى البرلمان، تناقلتها وسائل إعلام عراقية، المزاعم الإسرائيلية حول زيارة برلمانيين عراقيين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضحت الوثيقة أن مواقع إلكترونية وشبكات تواصل إجتماعي، أبرزها (إسرائيل باللهجة العراقية وإسرائيل بالعربية)، نشطت بداية هذا العام في دعوة العراقيين إلى التطبيع مع "إسرائيل". وأشارت الوثيقة إلى أن جهاز المخابرات الوطني العراقي كشف أن رئيس قسم الإعلام باللغة العربية في وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي يوناتن جونين، يدير صفحة (إسرائيل بالعربية)، ويعاونه 16 شخصاً من "تل أبيب" وعنصر استخبارات في غواتيمالا، وجميعهم إسرائيليون، إضافة إلى وجود شبكة تدعى بـ"ينابيع الأمل" مقرها في القدس تعمل بالاتجاه نفسه، وشبكة أخرى بالفليبين تقوم بإثارة الفتن في العراق. وفندت الوثيقة مزاعم روجتها حسابات ووسائل إعلام عربية تحدثت عن زيارة برلمانيين عراقيين حاليين وسابقين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أنه "بعد متابعة الموضوع استخباراتياً، لم تثبت الاتهامات الإسرائيلية للنواب المذكورين، وأن ما ورد من تسريبات تقع ضمن أنشطة إسرائيل في الحرب النفسية، هدفها اثارة التوتر والاضطراب والفرقة الطائفية في المجتمع العراقي، وتكوين قدر من الشك في عقل المواطن تجاه أعضاء البرلمان. وختمت الوثيقة بالقول إنه من المتوقع حصول هجمات مماثلة تستهدف البرلمانيين مستقبلاً، والتعامل معها يمكن أن يكون من خلال تفنيد رئيس مجلس النواب أو أحد نوابه للخبر أو الشائعة، بما يفوت على الاحتلال الإسرائيلي فرصة الإثارة وتحقيق غاياتها النفسية بعيدة المدى. واعتُبرت الوثيقة الصادرة عن جهاز المخابرات الوطني، إعلاناً بعودة أحد أبرز أقسام المخابرات العراقية قبل الغزو الأميركي ــ البريطاني للبلاد عام 2003 وهي شعبة "الكيان الصهيوني"، والتي كانت تقوم بجمع وتحليل المعلومات ومراقبة أنشطة الاحتلال. وقال الخبير بالشأن الأمني العراقي محمد العبيدي، في حديث صحفي، إن أهم ما في الوثيقة هو عودة النشاط الاستخباراتي العراقي ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح العبيدي أن القوات الأميركية قامت بتفكيك جهاز المخابرات العراقي السابق وألغت قسما كاملاً خاصاً بأنشطة الكيان الصهيوني بعد احتلالها للعراق وأعادت بناء جهاز جديد، مؤكداً أن ذلك مؤشر جيد على أن جهاز المخابرات العراقي صار أكثر تحررا في عمله. وقال عضو في لجنة الأمن البرلمانية العراقية، إن الوثيقة كانت نتاج تحقيق من قبل جهاز المخابرات بناء على طلب من رئيس البرلمان نفسه محمد الحلبوسي، وأن أعضاء البرلمان لم يطلعوا على حيثيات التحقيق وتسلموا النتيجة فقط، موضحاً أنه ستتم متابعة التفاصيل مع الجهاز، والسعي الى تفعيل قانون العقوبات بحق كل من تثبت زيارته للأراضي الفلسطينية المحتلة على اعتبار أن العراق يعتبر نفسه في حالة حرب مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي. وأشار إلى أنّ "كشف صفحات باللغة العربية موجهة للشارع العراقي من قبل الصهاينة، مهم جداً، ويجب أن تساهم الحكومة في فضحها، وأن على وسائل الإعلام مسؤولية أخلاقية في تنبيه الشارع". شكراً، بل ألف شكر لجهاز المخابرات الوطني، وعودة ميمونة لهذا النشاط.
*
اضافة التعليق