هل اوقف الحشد الشعبي استخدام الطائرات الايرانية المسيرة عن بعد

بغداد- العراق اليوم:

بعد سلسلة إجراءات أمنية وعسكرية مشددة فرضتها الولايات المتحدة الأميركية حول مقراتها ومعسكراتها في العراق، الشهر الماضي، أوقفت، أخيراً، فصائل مسلحة تابعة لـ "الحشد الشعبي"، استخدام الطائرات المسيرة، في أماكن تواجد القوات الأميركية، بطلب أميركي.

وقال مسؤول عراقي رفيع في بغداد، إنّ الفصائل المسلحة التابعة لـ"الحشد الشعبي"، أوقفت فعلاً استخدام الطائرات المسيرة المستخدمة في التصوير والرصد الجوي بمناطق شمال وغربي العراق، لافتاً إلى أن للقرار علاقة بإجراءات أميركية لتأمين مناطق تواجد قواتها.

وبين المسؤول عينه أنّ "الفصائل التي تمتلك هذا النوع من الطائرات معدودة على أصابع اليد وهي بالعادة التي ترتبط بعلاقات مباشرة مع إيران"، موضحاً أن "هذا النوع من الطائرات ليس للقصف أو الإغارة بل للتصوير والرصد".

وتستخدم فصائل عراقية مسلحة ضمن "الحشد الشعبي"، أبرزها "النجباء" و"العصائب"، و"حزب الله"، و"سرايا عاشوراء"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"بدر"؛ طائرات تصوير إيرانية الصنع منذ عام 2015 ثابتة ومتحركة الجناح، تم استخدامها خلال المعارك ضد تنظيم "داعش" في شمال وغربي العراق.

وفرضت الولايات المتحدة الأميركية سلسلة إجراءات أمنية وعسكرية مشددة حول مقراتها ومعسكراتها في العراق، مطلع الشهر الماضي، وذلك بعد زيارة خاطفة وغير معلنة أجراها وزير الخارجية مايك بومبيو إلى بغداد، على خلفية التصعيد الأخير مع إيران.

ووفقاً للمسؤول العراقي، فإنّ الفصائل المسلّحة ضمن "الحشد الشعبي"، والتي تمتلك طائرات مسيرة استجابت لطلب الحكومة العراقية وأوقفت إطلاق الطائرات في المناطق الشمالية والغربية من البلاد التي تحوي على تواجد عسكري أميركي، وذلك بعد طلب أميركي هدد بإسقاط أي طائرة تحلق قرب مواقعه.

وأكد المسؤول عينه أنه منذ منتصف رمضان والطائرات المسيرة هي فقط تابعة للجيش العراقي والتحالف الدولي في المناطق الصحراوية والحدودية مع سورية.

ولفت المصدر إلى أن القوات الأميركية لا تزال في حالة الإنذار ولم تخفض إجراءاتها الأمنية التي اتخذتها بمحيط قواعدها منذ الشهر الماضي.

بدوره، أكد مسؤول في "الحشد الشعبي"، بمحافظة الأنبار(غرباً)، تلك المعلومات.

وقال القيادي في "الحشد الشعبي" بمدينة القائم طالب العيساوي، إن "هذا النوع من الأنشطة بات حصرياً بالجيش العراقي ومن خلال طائرات مراقبة أميركية يستخدمها على مديات منخفضة للمراقبة بالمناطق الهشة أمنياً"، معتذراً عن توضيح سبب ذلك.

واكتفى العيساوي بالقول إن "الحشد جزء من المنظومة الأمنية العراقية وتنصاع لأوامر الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة"، في إشارة إلى تلبية الطلب الأميركي.

في الإطار الأمني ذاته، أعلنت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مساء أمس السبت، أنها ستستمر بتدريب القوات العراقية و"البشمركة" الكردية للسنوات الأربع المقبلة.

وقال رئيس قوات حلف "الناتو" في العراق، داني فورتين، في تصريح صحافي بثته وسائل إعلام محلية، إن "الحلف يخطط لتدريب قوات البشمركة والقوات العراقية للسنوات الأربع المقبلة لمنع عودة ظهور تنظيم داعش".

وأضاف فورتين، أن "قرابة 500 مدرب ومستشار متواجدون في العراق لتقديم المساعدة وتقوية الأمن في سبيل تحسين قدرات القوات الأمنية لحفظ أمن البلاد"، لافتاً إلى أن "التوترات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران لن تؤثر على مهام قوات الناتو المتواجدة في العراق".

علق هنا