بغداد- العراق اليوم:
تعرقل مشكلات كركوك، وأزمة منصب المحافظ، تقدم مفاوضات الحزبين الكبيرين في كردستان، الديمقرطي الكردستاني “البارتي”، والاتحاد الوطني “اليكتي”، في ملف تشكيل الحكومة التاسعة للإقليم. وبينما يصر “اليكتي” على ضرورة حل مشكلة كركوك وبغداد بنظام “السلة الواحدة”، يسعى “البارتي” الى تفكيك الملفات، وهو ما قاد إلى التأخر في تشكيل الحكومة الجديدة. وقال عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني سعدي بيرة، إن “قضية كركوك مرتبطة بالاجتماع الذي عقد بين نيجيرفان بارزاني وكوسرت رسول علي بتأريخ (4 آذار 2019)”. وبعد تعثر تنفيذ الاتفاق الناجم عن هذا الاجتماع، يقول بافل طالباني الذي اصبح فيما بعد احد اعضاء الوفد المكلف من الاتحاد بالتفاوض مع الديمقراطي بتشكيل الحكومة إن “الاتفاق سهل جداً وهو كركوك وكركوك وكركوك”. وكان من المقرر أن يعقد برلمان الاقليم جلسته بتاريخ (18 آذار 2019)، تزامناً مع جلسة مجلس كركوك لاختيار المحافظ، إلا أن جلسة كركوك لم تعقد ما أدى الى غلق ملف اختيار المحافظ. وأشار عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني رزكَار علي، الى أن حزبه “لم يتهاون في ملف كركوك، وانما ينتظر تشكيل الكابينة الوزارية القادمة لحكومة الاقليم، لحسم هذا الملف”، مضيفاً أن “بعض الامور غير واضحة لدى الاطراف الاخرى، وهي ان اتفاقنا مع الديمقراطي في 4 أذار ينص على أنه (متى ما تم تشكيل الكابينة الوزارية الجديدة برئاسة مسرور بارزاني، ستكون احدى اولوياتها ايجاد حل لقضية كركوك، وتعيين محافظ لها، لذلك الولوية الان تشكيل الحكومة ومن ثم البدء بملف كركوك وكل ما يعنيها”. من جهته يقول القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني نوري حمة علي إن “الاوضاع الداخلية لكركوك الان معقدة للغاية، وحتى لو قمنا بتعيين محافظ لها لن يستطيع ادارة المحافظة جيدا، لذا يجب اولا تحسين الاوضاع، واعادتها الى ما كانت عليه سابقا قبل احداث الـ(16 تشرين الاول 2017)”. وأضاف حمة علي “يجب أن يعود مجلس المحافظة بكامل اعضائه الى عمله، ويعود نجم الدين كريم لممارسة مهام عمله كمحافظ لكركوك، ومن ثم مجلس المحافظة بنفسه هو من يقرر بقاء نجم الدين كريم في منصبه كمحافظ لكركوك ام لا”، لافتاً الى أن “وجود محافظ كردي بدون سلطة او ارادة الان في كركوك لا يخدم اهالي المحافظة و كركوك برمتها”. الى ذلك أكد عضو مجلس محافظة كركوك كاكة رةش أن “تعيين محافظ لكركوك يتعلق بالمكتبين السياسين لليكيتي والبارتي، فاذا اتفقا خلال ساعتين سيعقد المجلس جلسته وستحل معضلة محافظ كركوك فوراً”. وبين، أن “من مجموع 42 مقعداً لمجلس المحافظة، يشغل الكرد 26 مقعداً منها، ولكن في الوقت الحالي لا يحضر اكثر من 15 عضوا جلسات مجلس المحافظة، وهو ما أدى بالنتيجة الى استغلال العرب والتركمان في مجلس المحافظة الواقع لصالحهم، للمطالبة بمنصب محافظ كركوك، وهم يعرفون جيدا ان هذا المنصب هو من استحقاق الكرد”.
*
اضافة التعليق