بغداد- العراق اليوم:
بقلم وفيق السامرائي
وهل يرتقي تنسيق سعودي إسرائيلي إلى مستوى تحالف حرب؟ وهل يدفع الضغط إيران إلى التسلح النووي؟ 1. حرب داعش كانت (مؤامرة) إقليمية كبيرة تستهدف الاستيلاء على بغداد وتدمير العراق كله، فضلا عن الأهداف المعلومة في سوريا. وعلى الرغم من الإضطراب في التقييمات الأميركية لعدد المتبقي من الدواعش بين سوريا والعراق (مثلما كانت مضطربة في تقييم عددهم في الموصل) فالحقيقة التي لا غبار عليها هي أن الأحلام المغطاة بداعش قد انهارت تماما وانتهت فلسفتها بلا عودة. كثيرون من عناصر داعش كانوا من جذور القاعدة وانهيار فلسفة داعش وغيابها يعطيان فرصة العودة إلى تنظيم القاعدة، بسبب الشد الطائفي السياسي على مستوى الدول الإقليمية، وفق اسلوب وتنظيم (الخلايا الكامنة)، ليس في العراق الذي يزداد أمنه واستخباراته قوة فحسب، بل في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط والعالم. وفي إيران وسورية لاحقا سيواجه التنظيم صعوبات (أكثر) بسبب وحدة القيادة ومركزيتها وشدتها في البلدين. 2. مؤتمر وارسو أثبت وجود تنسيق سري لبعض دول الخليج مع إسرائيل بينما بقيت الكويت بعيدة عن ذلك وفق رؤية استقلالية رصينة، وما حدث في وارسو كان أكبر عملية انفتاح خليجي على إسرائيل وتصعيدا في لغة خطابات خليجية تجاه إيران، التي ظهرت بعيدة تماما عن إسرائيل نظريا وعمليا طوال أربعين عاما. التنسيق المعني سيأخذ أبعادا أخرى من الانفتاح، والصراع العربي الإسرائيلي بات (منتهيا) في ضوء الحقائق وماظهر في وارسو. لكن أن يتطور التنسيق إلى تحالف حرب عسكرية مع إسرائيل فليس واردا عمليا، لأن إسرائيل بعيدة عمليا عن إيران، وتتفادى لبنان، وزمن التوغل في سوريا انتهى، والاحتكاك بالعراق مستحيل. 3. إسرائيل عندها استخبارات مهمة ومنظومة قيادة متماسكة تعمل على أن تأخذ ولا تعطي غير تشجيع ودفع الآخرين للتصدي، فهي لم تعد مضطرة لعبور حدودها ولا للمجازفة بأمن مدنها، ولاحظنا كيف أنها أحجمت عن الرد على الصواريخ الـ 39 العراقية التي أطلقت على مدنها عام 1991. السعودية.. تبدو سعيدة بوارسو، لكن الضغط على إيران لن يرتقي إلى مستوى الحرب قطعا، فالمطلوب وفق الاستراتيجية الأميركية هو الضغط، ولا يمكن استبعاد أن يدفع تصاعد الضغط إيران إلى التسلح النووي وهو ممكن ومتاح علميا، ومن يستبعد ذلك يخطئ الحساب، والشيء الواضح أن سيطرة النظام في إيران قوية ويمتلك تأييدا داخليا أقوى (كثيرا) مما يمتلكه الحكم السعودي على أرضه. وستعمل الرياض وتل أبيب وسره رش (شمال أربيل) على أقلمة العراق (وسيفشلون) جميعا ويقوى العراق.
*
اضافة التعليق