بغداد- العراق اليوم: منذ عقود طويلة يبحث العراقيون عن أي بارقة امل، ومشروع عمل مهما كان نوعه، المهم ان يكون نجاحاً يتحقق في اي ميدان من ميادين الحياة التي توقفت بسبب الحروب العبثية، او الحصارات، او سنوات الفوضى والفساد التي وسمت سنوات ما بعد التغيير، فكانت المنجزات قليلة معدودة، إن لم تكن معدومة للأسف الشديد، لذلك كان الشعب العراقي يتفاعل بقوة مع كل منجز يشخص، سواء في الرياضة او الفن او الشعر والادب، لكن المتحقق على صعيد الصناعات والتكنولوجيا لا يزال ضعيفاً متوقفاً، وكان العراق منفصلاً عن ركب الحضارة والتمدن الذي تسير فيه البشرية قدماً، ولعل حلماً كان ان تتمدن مدن العراق واقعاً، لا اسماً فقط، وأن نرى جهداً صناعياً وطنياً مميزاً، بل ان ذلك ظل حلم كل فرد عراقي وطني محب لبلاده، يريد ان يرى وطنه ملتحقاً بصفوف دول كانت تنظر اليه الى الامس القريب كانموذج يحتذى، كما في دويلات الخليج . من هذا المنطلق فأن جهود شركة تعبئة الغاز العراقية وهي تسجل خطوة متقدمة في هذا الطريق على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي تواجهها، حيث تسعى الشركة الى الاستغناء التام عن اسطوانات الغاز الحديدية، وحتى البلاستيكية منها، وتحويل تقديم هذه الخدمة الى منظومة وشبكات انبوبية تربط كل وحدة سكنية او منشأة صناعية او تجارية او اي استخدام اخر، حيث ستعمل هذه المنظمومة ضمن كل المحافظات العراقية، بعد ان كانت الشركة قد وضعت تصورا لهذا العمل الجبار، الذي سيخلص العراق من إحدى مشاكله العويصة المزمنة فأنانبيب الغاز ستوفر جهداً، ومالاً للمواطن، وتجنبه مشاكل لا تعد ولا تحصى، وتنتقل بهذه الخدمة الى التأمين التام، لتنتهي ازمة كانت تحدث فيما سبق، أزمة اسمها الغاز السائل. ان الجهود الكبيرة التي يبذلها مدير عام شركة تعبئة الغاز المهندس علي عبد الكريم الموسوي مساعدوه، وكوادره الفنية والهندسية في هذه الشركة تعد منجزاً عراقياً يحق لنا ان نفتخر به، وان نشير اليه بالبنان، لا سيما وان جهود هذه الشركة يسجل اضافة نوعية لعملها في البلاد، ونقلة مستحقة لتنظيم ايصال الخدمات بشكل حضاري للمواطن الذي سئم طرق الحياة البدائية في بلد يملك كل مقومات النجاح والتطور والنهضة العمرانية. ان جهود هذه الشركة التي تحظى بدعم واسناد من وزارة النفط العراقية، لاسيما شخص الوزير الذي يتابع هذا الجهد ويرعاه كما يقول مدير الشركة المهندس الموسوي، يتوجب ايضاً ان يولي اهتماماً من مؤسسات ومواقع القطاع النفطي عموماً، وذلك لاهميته اولاً، ولكونه اولوية يجب الانتهاء منها للتقليل من حجم الخسائر السابقة، وتجنب الاستخدام السيء لاسطوانات الغاز لا سيما بعد استخدامها في عمليات التفخيخ الارهابية التي استهدفت المواطن البريء وتسببت بخسائر مادية وبشرية نتيجة لحوادث الانفجار المفاجئ. ختاماً، هل سنرى اشعاعاً وطنياً جديداً، ومنجزاً عراقياً مبتكراً- مهما كان حجمه- يزفه الينا مدير شركة مبدع آخر، مثل ما فعلها المهندس الموسوي؟
*
اضافة التعليق