بغداد- العراق اليوم: مؤسف ان يصل بنا الحال الى ان نضع ايدينا على قلوبنا في كل تغيير وزاري، لاسيما مع مغادرة الكثير من الوزراء النزهاء، وأصحاب الضمائر البيضاء لمواقعهم الوزارية، حيث يبدأ القلق ينتاب الشارع العراقي، ويخيف المراقبين من وصول اشخاص لا يمتون للنزاهة بصلة، ولا يراعون اصول حفظ الامانة التي اوكلت اليهم، وها هي الأمور تنكشف يوماً بعد اخر عن فضائح وارتكابات مارسها وزراء حزبيون في مواقع تسنموها من وزراء قبلهم، عرفوا بالنزاهة وحسن السيرة والسلوك، وللأسف يتكرر هذا السيناريو الان مع شغور موقع وزير العدل، الذي اداره بكفاءة عالية، ونزاهة واضحة، وأمانة قلما توفرت عند غيره، الوزير العادل حيدر الزاملي، فالانباء الان غير مطمئنة، لاسيما مع التداخل الواضح من بعض الجهات النافذة لمنح هذه الوزارة لجهات غير معلومة كمكافأة وجزاء سياسي، كما يحدث مع اختيار فتاة مغمورة لهذا الموقع الخطير، وكل مؤهلات هذه الفتاة الصفيرة في السن والتجربة والمعرفة، أنها شقيقة ريان سالم الكلداني قائد ما يسمى بكتائب بابليون المسيحية! الا ان هذا الاختيار الغريب سيعزز المخاوف بشكل جدي على مصير الوزارة المختصة بادارة اهم ملفين في العراق: ملف العقار والمؤسسات الاصلاحية الحساسة ! فما قام به تحالف البناء الان بمنحه هذه الوزارة المهمة، بهذه الكيفية، وهذه الطريقة المضحكة يدل على استخفاف واضح بهذه الملفات، فضلا عن ما سيثيره مثل هذا التوزير من مشاكل لاسيما في ملف سرقة عقارات المسيحيين المهجرين، واليهود العراقيون المهاجرين منذ مطلع خمسينيات القرن الماضي، خصوصاً مع اتهام واضح من قبل المسيحيين العراقيين في امريكا وكندا واستراليا لريان الكلداني ذاته بالسيطرة على ممتلكلات ابناء جلدته ! وكذلك فأن ملف هذه العقارات هو من اخطر الملفات في العراق بالفعل وقد دفع الدكتور حيدر الزاملي ثمناً باهظا في سبيل ايقاف سطوة حزب الفضيلة عليه، وردع سرقته لهذه العقارات، ولولا شجاعة هذا الوزير ونبله ووطنينه لذهبت اموال الناس الى هولاء الفاسدين، لكن بدلاً من ان يكافئ الرجل على ما فعل من فعل يرضى عنه الله واصحاب الحق، اقصي عن التشكيل الوزاري الجديد في سياسية عجيبة مفادها معاقبة النزيه والوطني وتقريب الفاسد، وتسليمه مقاليد السلطة في العراق. ان ما نعرضه اليوم، هو في الحقيقة استجابة مهنية ووطنية وانسانية لمواطنين بعثوا رسالة لنا، فتلقاها (العراق اليوم) برحابة صدر، وطرزها بكلمات حق في هذا التقرير الذي نتمنى ان يقرأه الجميع، وأولهم اصحاب الشأن. وفي ذات الوقت فإننا نضم صوتنا الى اصوات اولئك المواطنين المنتشرين في بلدان المهجر، الذين ناشدوا عبرنا الدكتور عادل عبد المهدي باعادة استيزار الدكتور الزاملي ككفاءة مستقلة، اثبتت التجربة نزاهته وحرصه على اموال الناس، وتصديه لاخطر عصابة ومافيا فساد في العراق، وان يتخذ عبد المهدي هذا القرار بمعزل عن حجم الضغوط التي يتعرض لها الرجل من لوبيات الفساد واحزابهم الخاوية على عروشها. فهل سيسمع الرجل نداء الضمير العراقي؟ نتمنى ذلك ..
*
اضافة التعليق