بغداد- العراق اليوم:
مفارقات كبرى لا تحدث في وضع طبيعي ولا يمكن ان تكون الا في وضع شاذ للأسف، لكنه يحدث في عراق اختلطت فيه المعايير، فاصبح الشريف لايقوى ان يرد على الفاسد، لا لقوة الفاسد، لكن وكما يقول امير البلاغة علي ابن ابي طالب عليه السلام: حين سكت اهل الحق ظن اهل الباطل انهم على حق! نعم للأسف الشديد هذا ما يحدث في ظل هذا الاختلاط الرهيب، وضياع الصدق في زمن شح فيه، وفي زمن ازدهر الكذب حتى قال الناس اننا وصلنا للنهاية، فتوقف الشرفاء عند الشرفات فيما انغمر الفاسدون والمتلفعون والمدعون في ادارة المفاصل والمرافق، وحين يتصدى الشرفاء اصحاب الايادي البيضاء، ينفعل اولئك الافاقون ويملؤون الجو ضجيجاً وعويلاً على نزاهة منحورة كما يزعمون، وهي لا تزال تتلوى تحت اقدامهم التي داستها بلا رأفة ولا ضمير. ارأيتم اي زمن عراقي نعيش، واي فوضى في التعارف واختلاط في المفاهيم واي ضياع للقيم، هذا بالضبط ما يحدث، ولأن بحثت عن سبب هذا فلن يكون الجواب الا انه زمن هولاء النصابين الذين رمتهم اقدارنا البائسة على منصات حياتنا السياسية والاجتماعية والمعيشية، فتصدوا حين كانت الفراغات المجانية تسمح لهم ولأمثالهم ان ينفذوا الى مقدراتنا. مناسبة هذا التقرير، هي الحديث المشاغب اللا مشروع المشوب برغبات ذاتية ومآرب شخصية بقيت دفينة في صدر نائب من نواب زمن الغفلة العراقي يدعى هيثم الجبوري لم ولن يتوقف عن طريقته الاثيرة في الابتزاز، والنهب المنظم تحت يافطات النزاهة، ويالها من لافتة يقف خلفها كل من يبحث عن منفعة شخصية او يريد بناء مجد معيب فاسد! في الواقع، أن هذا النائب المزمن لا يزال منذ اعوام عدة يواصل هجومه على القطاع النفطي العراقي بغض النظر عمن يهاجم، فهو يريد ان (يستفاد) حسب المصطلح الدارج ليس الا! فهذا النائب انبرى للهجوم على وزير عراقي اثبتت لغة الارقام قدراته ونظافة يده وبياض ضميره، واثبت انه وزير كفء شغل منصبه بأحقية وجدارة، ولم يتعلق برقبة زعيم كتلة او رئيس حكومة سابق ليصعد ويغادر كما فعل الجبوري مثلاً، ابداً فقد كان الوزير العراقي جبار اللعيبي صناعة عراقية صرفة، يعرف ما نعني بهذا، وقد اثبت الرجل كفاءات وقدرات استدعت الى ان يطمئن لهذه القدرات رئيس الحكومة، وكذلك مجلس وزراء العراق، ليفوضه ادارة شركة النفط الوطنية العراقية، لكن هذا النائب المتذاكي لا يروق له هذا ويصر على ان الجميع فاسدون الا هو! وهذه هي المفارقة الاكبر . ولان هذا النائب المتحصن لا يجد وسيلة ضغط او ابتزاز سوى مطية الاعلام للاسف فأنه بادر للتهريج ضد الوزير من البصرة وامام ناخبي لعيبي متهماً الرجل بالفساد، ومدعياً بقول وحكم الباطل، ان تعيينه التفاف على القانون، وهكذا دواليك من اسطواناته المشروخة المدفوعة الثمن. وغاب عنه، ان الرجل بالأمس فقط حصل على شكر مجلس الوزراء العراقي لتميزه ووصوله بالانتاج الى مستويات لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصناعة في العراق، فكيف يريد ان يمرر الجبوري نكتته السمجة هذه على شعب البصرة الواعي، والفطن، بل كيف يمررها على الشعب العراقي الحصيف، والمفتح باللبن كما يقول الفكهون ؟ والسؤال: اي مهزلة هذه حين يتحدث هيثم الجبوري عن القانون والكفاءة والمعايير ؟ فعلا انه زمن المفارقات العجيبة التي لا يمكن ان تصدق ولا يمكن ان تعقل، ولكن حسبنا في هذا ما يقوله الشارع عن المهمدس جيار اللعيبي، وما تقوله عنه لغة الارقام التي لا تخذل صاحبها ابداً. وحسبنا في المقابل، ان الشارع العراقي يعرف ايضاً من هو هيثم الجبوري، وأي رشاوى، وبلاوى، وفظائع، ومنافع، ومخاز ارتكب، ويرتكب كل يوم، وقطعاً فإن العراقيين لن ينسوا لهذا الفاسد مفاسده، مهما طال او قصر الزمن .
*
اضافة التعليق