بغداد- العراق اليوم: بعد إعلان تشكيله،الثلاثاء الماضي، تفجر خلاف بين أطراف تحالف "المحور الوطني" الذي يمثل أغلب القوى السنية في العراق، على خلفية ترشيح أكثر من شخص لمنصب رئاسة البرلمان. ودب الخلاف بعد إعلان القيادي في التحالف الجديد جمال الكربولي ترشيح محمد الحلبوسي محافظ الأنبار الحالي لمنصب رئيس البرلمان، الذي يمثل أعلى منصب للسنة العرب. وقال الكربولي في تغريدة على حسابه في "تويتر" إنه "آن أوان الوفاء بالوعود الانتخابية، قلنا إننا سنكتفي بدور الريادة وسنترك للشباب دور القيادة، وقد رشحت الشاب محمد الحلبوسي لرئاسة مجلس النواب العراقي". ووجه مغردون تساؤولات للكربولي بخصوص ما إذا كان الحلبوسي مرشحا من جميع أطراف تحالف "المحور الوطني"، فأجاب قائلا إنه "مرشح من قبلي والخنجر وأبو مازن وفلاح حسن زيدان". "النجيفي يهدد" وعلى الفور دخل أثيل النجيفي القيادي في قائمة "القرار العراقي" أحد أركان التحالف الجديد، على خط السجال معلقا على تغريدة الكربولي بالقول: "لننس التغريدات ونتمسك بالآليات المتفق عليها فإن العراقيين ينتظرون النتائج قبل التصريحات". وبعد ذلك كتب النجيفي على حسابه في "فيسبوك" قائلا: "اتفاقنا في تحالف المحور الوطني قام على أساس عدم إعطاء فرصة للفاسدين والمزورين بالهيمنة على السلطة التشريعية ومنعهم من الضغط على القضاء وعدم تكرار تجربة الانتخابات الأخيرة التي أفقدت ثقة الشعب بأي انتخابات قادمة"، في إشارة إلى الكربولي الذي واجه اتهامات من أطراف سياسية بأنه كأن طرفا في تزوير الانتخابات الأخيرة. وهدد النجيفي بالذهاب للمعارضة قائلا: "أما إذا تصور بعضهم بأنه قادر على استغلال هذا الاتفاق لديمومة الفشل وتعزيز نتائج التزوير أو هو قادر على خداع عدد من النواب فان مقاعد المعارضة ستكون مريحة لأمثالنا. فإن مشاركتنا في تشكيل الحكومة القادمة معلقة على أمل الإصلاح وليس لمجرد المشاركة". "تحالف هش" من جهته، كشف مصدر سياسي أن "التحالف أسس من أجل تقاسم المناصب المخصصة للسنة"، معربا عن اعتقاده بـ"انهياره مباشرة بعد يوم من توزيع المناصب لهشاشته وعدم انسجامه". وذكر أن "التحالف بإعلانه يحاول إقصاء تمثيل السنة الذين دخلوا في تحالفات وطنية مثل ائتلاف الوطنية والنصر وهذا سيضعف فاعليته وتمثيله". ولفت المصدر إلى أن "أغلب قادة التحالف لم يخترهم الناس فإما انسحبوا قبل الانتخابات لتقديرهم أنهم لن يفوزوا ومنهم من جرب وخسر، والبعض منهم متهمون بتزوير أصواتهم وآخرون متورطون بصفقات فساد". ورأى المصدر أن "أسامة النجيفي يكاد يكون الشخصية الأبرز الذي لا توجد عليه شائبة خلال توليه المناصب، كما أنه يتمتع بثقل داخلي ودولي لا بأس به ولاسيما من الجوار العراقي". من جهته، نفى القيادي في تحالف "المحور الوطني" رئيس قائمة "القرار العراقي" أسامة النجيفي في مقابلة تلفزيونية، الأربعاء، الاتفاق على تسمية مرشح لرئاسة البرلمان، في دورته المقبلة. وقال النجيفي إنه "لا اتفاق حتى الآن على تسمية المرشح لرئاسة البرلمان"، لافتا إلى أن "تسمية مرشح السنة لرئاسة المجلس ستتم بآلية النقاط داخل تحالف المحور الوطني، وأن الكتلة صاحبة أعلى النقاط هي من ستسميه". إلى ذلك كشف الناطق باسم تحالف "المحور الوطني" ليث الدليمي، الأربعاء عن أسماء المرشحين لمنصب رئيس البرلمان، مشيرا إلى أنه "سيكون أحد أعضاء البرلمان الفائزين في الانتخابات النيابية". وقال الدليمي في تصريحات صحيفة إنه "لن يتم تقديم مرشح لرئاسة البرلمان ما لم يتم التشاور بشأنه مع الكتل الأخرى لكن مبدئيا لدينا أسامة النجيفي وأيضا محمد الحلبوسي وربما طلال الزوبعي". ولفت الدليمي إلى أن "هناك آلية لعرض المرشح على الكتل الأخرى وقريبا سيحسم هذا الموضوع". وأعلنت قيادات سنية عراقية بارزة، الثلاثاء، تشكيل تحالف سياسي أطلقوا عليه "المحور الوطني" من ست كيانات سياسية فازت كتلها بمقاعد في البرلمان الجديد. وبحسب بيان للتحالف وصل فإن "المحور الوطني" يضم كلا من "رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، ورئيس تحالف القرار أسامة النجيفي، ورئيس تحالف القوى جمال الكربولي، والمحافظ صلاح الدين أحمد الجبوري، ووزير الزراعة فلاح حسن، ورجل الأعمال خميس الخنجر". وكان القيادي في قائمة "القرار العراقي" المنضوية تحت التحالف الجديد أثيل النجيفي قال إن "تحالف المحور جمع أغلب القيادات السنية، وهناك قيادات أخرى فضلت البقاء ضمن قوائم أخرى". وحول قيادة التحالف، أوضح النجيفي أنه "تم الاتفاق على أن تكون القيادة جماعية بين القيادات الموجودة وليس لها قائد واحد، لأنه تشكيل من مجموعة أحزاب سياسية لها قياداتها". وعن حديث البعض بأنه تحالفا مرحليا تشكل لتقاسم المناصب، قال النجيفي إن "الكلام عن تقاسم سلطة مبالغ فيه لأنه في الأساس هناك بعض المناصب مخصصة لشخصيات سنية، فبالتالي لابد لهذه الشخصيات أن تجتمع ضمن قائمة واحدة حتى ترشح شخص واحد ولا تدخل في صراع فيما بينها".
*
اضافة التعليق