لماذا غضبت الكويت من تصريحات الهاشمي حول ذكرى الغزو الصدامي

بغداد- العراق اليوم:

يحيي الكويتيون في الثاني من آب/ أغسطس من كل عام، ذكرى مرور 28 عامًا على الغزو العراقي لدولة الكويت، ولم يقتصر الحديث هذه المرة على الغزو، بسبب حلول ذكراه، وإنما جاء التصعيد من قبل الكويتيين بسبب تصريحات أدلى بها السفير العراقي في الكويت، علاء الهاشمي، حول تسمية الغزو، الأمر الذي أثار غضبًا لدى الكويتيين نوابًا وأكاديميين ونشطاء، واصفين التصريحات بـ “الاستفزازية”.

حيث طالب الهاشمي، خلال لقاء له مع إحدى الصحف المحلية الكويتية، بتغيير وصف الغزو في المناهج الدراسية الكويتية والإعلامية من الغزو العراقي إلى الغزو الصدامي، معللًا طلبه بعدم رضا الشعب العراقي عن غزو الكويت، وذلك لخلق التسامح والتقارب في كافة النواحي بين البلدين.

وأثارت تصريحات السفير الهاشمي استياءً شديدًا لدى الكويتيين الذين طالبوا بلادهم بالرد عليها، وعدم السماح له بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية، وسط تأكيد على أن وصف الغزو العراقي، هو الوصف الوارد في القرارات الدولية.

واعتبر النائب عبد الكريم الكندري، أن الغزو وآثاره محفورة في ذاكرة الكويتيين وليست مجرد مناهج دراسية تتطرق إليه، حيث قال إن “غزو العراق للكويت وآثاره ليست عبارات تُدَرّس في مناهجنا فقط، بل هي محفورة بذاكرة من عاصرها، وستُحفَر بذاكرة الأجيال المقبلة، وعلى وزارة الخارجية التصدي لتصريحات السفير العراقي الاستفزازية وتَدخله في شؤون الكويت”.

ووجه الناشط السياسي الدكتور عبيد الوسمي كلامه إلى السفير، قائلًا :”سعادة سفير العراق، إن تسمية الغزو العراقي، هو التعبير الوارد بقرارات دولية صادرة عن مجلس الأمن الدولي الذي أعطاها هذه التسمية، وليس راجعًا لتقدير السلطات في الكويت. كما أنه ليس بإمكان الكويت تجاوز الشرعية الدولية مجاملة لسفير لم يكلف نفسه قراءة قرارات متصلة بعمله! وحياك الله في حدود عملك”.

في حين صعدت النائبة المتشددة صفاء الهاشم في تصريحاتها، قائلة: “سيظل الغزو العراقي الغاشم”… !! لم ننس ولن نسامح .. جمرة أسرانا وشهدائنا، وجمرة خيانة الجار للجار لن تنطفئ فى قلوبنا..”.

وتابع الناشط وليد عبد الله الغانم في ذات السياق، “يا سفير العراق، بدلًا من هذا التصريح الوقح، قف على رجليك، ونزّل رأسك، وقدم اعتذارًا متجددًا للشهداء الكويتيين والأسرى والمفقودين رحمهم الله، وتأسف على جرائم النظام العراقي البائد ضد الكويت، وطالب حكومتك بتدريس هذه الجرائم في مناهجها التعليمية لتتعظ الأجيال العراقية”.

يذكر أن الموقف الرسمي الكويتي يختلف عن الموقف الشعبي، حيث تعتبر الكويت أن الشعب العراقي لم يكن صاحب قرار الغزو، إلا أن هذا لم يغير من الموقف الشعبي، حيث ما زال العديد من الكويتيين يحملون الشعب العراقي المسؤولية عن الغزو، مستذكرين تفاصيله ونتائجه التي أودت بأرواح الأبرياء.

واحتل الجيش العراقي في الثاني من آب/ أغسطس عام 1990، الكويت، في واحدة من أبرز أحداث القرن العشرين الماضي، واستدعى الغزو الصدامي تدخل المجتمع الدولي، وانطلاق عملية “عاصفة الصحراء”، التي انتهت بتحرير الكويت في 26 شباط/ فبراير 1991.

علق هنا