بغداد- العراق اليوم: لم يستبعد تحالف "سائرون" الفائز الأول بالانتخابات التشريعية العراقية والمدعوم من رجل الدين الشيعي الشاب مقتدى يوم الجمعة ان تلجأ المرجعية العليا في النجف المتمثلة بآية الله علي السيستاني الى سحب تأييدها من العملية السياسية في البلاد بشكلها الحالي، والاطاحة بقواها الفاعلة منذ عام 2003 والى الان.
وقال القيادي في تحالف "سائرون" صباح الساعدي في بيان له اليوم، ان "المرجعية اذا رأت ان مخرجات العملية السياسية هو تراكم الفساد والفشل وتجذير قوى وأشخاص الفساد والفشل فإنها لن تجد بُداً من سحب الشرعية من العملية السياسية".
واضاف ان "القوى السياسية جربت قوة فتوى المرجعية العليا من خلال ( فتوى الجهاد ) الدفاعي وهي تدرك خطورة ان تصدر المرجعية ( فتوى المقطعة ) للانتخابات فانه المصير المحتوم هو استجابة الشارع العراقي باختلاف توجهاته وانتماءاته وقومياته لهذه الفتوى في حال صدورها".
ونوه الى انه "قد رأينا في انتخابات أيار الماضي كيف ان مجرد ( الإيحاء المقصود ) من المرجعية العليا للشارع بتخييره بين التصويت الواعي أو المقاطعة الواعية للانتخابات من خلال ( حجب التصويت ) عن الفاسدين والفاشلين كيف أطاحت بكثير من ( الرؤوس ) التي لم يظن احد سقوطها ".
وتابع الساعدي بالقول ان "هذه خريطة المشهد السياسي القادم وعلى القوى السياسية الفائزة اليوم ان تسعى ان ترسم واقع تحالفاتها وفقا لما بينته المرجعية العليا وعدم تكرار التحالفات الطائفية التي تعود بالطائفيين والفاسدين والفاشلين وتشكيل حكومة تكنوقراط واختيار الاكفأ النزيهين للمناصب العليا والحكومة من رئيسها الى كل وزرائها والدرجات الخاصة وهو ما ينسجم مع ما طرحه سماحة السيد مقتدى الصدر اعزه الله في مشروع سائرون للإصلاح الوطني وقد بينه مرارا وتكرارا".
ودعا المرجع الشيعي، علي السيستاني، في خطبة الجمعة في كلمة مكتوبة ألقاها عبد المهدي الكربلائي إلى سرعة تشكيل الحكومة العراقية، مشترطا أن يكون رئيسها حازما وقويا، وتحقق مطالب المواطنين بصورة عاجلة.
وحذر من تغيير طريقة التظاهرات السلمية لفرض إرادتهم على المسؤولين، مضيفا "عندئذ سيكون للمشهد وجه آخر نندم عليه قبل فوات الأوان".
وبدأت التظاهرات في مدينة البصرة مطلع تموز الجاري، للمطالبة بتحسين الخدمات، مثل الكهرباء والماء، ووضع حلول لتردي الأوضاع المعيشية في المدينة الغنية بالنفط.
وسرعان ما اتسعت رقعة الاحتجاجات واتخذت منحى عنيفا، ووصلت إلى الناصرية والديوانية وكربلاء جنوبا، وامتدت قبل أيام إلى العاصمة بغداد، حيث واجهت قوات الأمن المتظاهرين بالقوة، ووقع قتلى بصوفو المحتجين وعشرات المصابين بينهم قوى امنية.
وتظاهر الآلاف الجمعة في مناطق عدة من العراق، ومنها بغداد، حيث استخدمت القوات الأمنية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين بعد أن حاولوا التوجه إلى المنطقة الخضراء، حيث يقع مقر الحكومة والبرلمان. ومنذ الاثنين الماضي، تسود أجواء من الهدوء الحذر في محافظات ومدن جنوبي العراق، مع دخول مهلة أسبوع حددها شيوخ العشائر للحكومة، حيز التنفيذ، من أجل تحقيق مطالب المتظاهرين.
وعانت مدن جنوبي العراق من الإهمال على مدار الحكومات العراقية المتعاقبة، رغم الثروة النفطية التي تتمتع بها، لا سيما مدينة البصرة، التي تشهد ترديا في الخدمات بشكل غير مسبوق.
*
اضافة التعليق