بغداد- العراق اليوم:
حذرت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الاحد، من حصول تحريض في الشارع عقب انتهاء عملية العد والفرز اليدوي في حال انتجت تغييراً في نتائج الانتخابات لا يرضي بعض القوائم الفائزة.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن واثق الهاشمي، مدير مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية في العراق قوله أنه "إذا تحول الفائزون إلى خاسرين وأُخذت المقاعد منهم فإن البلاد قد تشهد تحريضات مسلحة في الشوارع لم تحصل من قبل".
وحذّر من أن "مناطق في الشمال مثل كركوك ومناطق سنيّة في الغرب مثل الأنبار قد شهدت توترات أصلاً من الممكن ان تتاثر".
وقضت المحكمة الاتحادية العليا الخميس الماضي بإمكانية إعادة فرز يدوي استثنائية لما يقارب 11 مليون ورقة انتخاب أدلي بها في انتخابات 12 أيار البرلمانية، التي نتجت عن تنصل مروع من مؤسسة سياسية وفوز غير متوقع لتحالف سياسي بقيادة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وفقاً للصحيفة.
وتضيف ان كثيراً من أعضاء البرلمان فقدوا مقاعدهم في الانتخابات. وبغضبهم إزاء تقارير عن عرقلات وأخطاء شابت أجهزة التصويت الإلكتروني مرّر أعضاء برلمان قانون مطلع الشهر الجاري يلزم بإجراء إعادة فرز يدوي بإشراف لجنة من قضاة بدلاً من مفوضية الانتخابات التي تلقت انتقادات إزاء عملها.
وعارض أعضاء من التحالف الفائز الذي يقوده الصدر أيّ إعادة عدّ وفرز، معبّرين عن قلقهم من احتمالية استغلالها من قبل الخاسرين لإلغاء النتائج.
وليس من المتوقع بحسب النيويورك تايمز أن تؤدي عملية إعادة العد والفرز إلى إحداث تغيير كبير في النتائج ولكنها قد تؤخر عملية تشكيل الحكومة من قبل الصدر الذي تعهدت قائمته بتحقيق وعود طموحة تشتمل على إنهاء الفساد المستشري وتفعيل مشاريع إعادة الإعمار لإصلاح الأضرار التي خلفها داعش المقدرة بعشرات المليارات من الدولارات.
ودعا الصدر، أنصاره لضبط النفس إزاء قرار المحكمة الاتحادية الذي أكد على صواب قرار مجلس النواب بشأن إعادة العد والفرز اليدوي للأصوات.
وطالب الصدر الجميع بالتحلي بضبط النفس والالتزام بالقانون وإن كانوا غير مقتنعين. وأوصى الجهاز القضائي بالتزام الحيادية في مسألة إعادة العد والفرز اليدوي للأصوات.
وأعرب عن خشيته من أن يكون العد والفرز اليدوي مقدمةً للمطالبة بإعادة الانتخابات، مشيراً إلى أن مثل هذا الوضع سيؤثر سلبياً على الديمقراطية.
وكان الصدر قد بدأ بمباحثات لتشكيل الحكومة الجديدة ولكن لا يمكن اختيار رئيس ومجلس وزراء لحين المصادقة على نتائج التصويت النهائية بشكل رسمي بعد اكتمال إعادة العد والفرز بحسب ما رأته الصحيفة.
وعارض حلفاء الصدر عملية إعادة العد والفرز محذرين من محاولات يقوم بها الخاسرون في الانتخابات من سرقة نصرهم. بالمقابل قال رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، الذي حل ثالثاً في الانتخابات أن شكاوى التزوير يجب أن تؤخذ بجدية.
وتقول الصحيفة ان أغلب ادعاءات التزوير كانت متعلقة بأجهزة التصويت الإلكترونية التي استخدمت لأول مرة في انتخابات أيار الماضي.
فيما ألقى زعيم تحالف الفتح هادي العامري باللائمة على الحكومة ومفوضية الانتخابات إزاء مشاكل التصويت عازياً الأمر إلى ضعف إدارتيهما التي أدت الى هذه الخروق.
*
اضافة التعليق