بغداد- العراق اليوم: كشفت مصادر مطلعة، تفاصيل من لقاء الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ورئيس مجلس النواب، وحركة "أمل"، نبيه بري. وبحسب المصادر المقربة من حزب الله، فإن اللقاء ، هو الأول من نوعه بينهما منذ حوالي خمس سنوات، ولم يدم الإعداد له سوى ساعات قليلة. وتابعت أن "الجزء العاطفي من اللقاء ظهر في عناق الرجلين والثقة العالية التي صارت تحكم علاقتهما". وحضر اللقاء، المعاون السياسي لبري، الوزير علي حسن خليل، والمعاون السياسي لنصر الله، حسين الخليل. واستمر اللقاء عدة ساعات، بعد أن دشنه نصر الله، بمقاربة واسعة للمشهد الإقليمي، من بوابته السورية، إلى العراق واليمن وإيران وصولاً إلى فلسطين. قبل أن يلاقيه بري بقراءة تقاطعت في الكثير من عناوينها، خصوصا أن الجانبين، وإن بنسب متفاوتة، يطلان على عدد من الملفات، بينها الملف العراقي. وأضافت: "لا قلق من التهديدات الأميركية أو الإسرائيلية، خصوصا في مرحلة ما بعد خروج الأميركيين من الاتفاق النووي. توقف الرجلان عند أبعاد (ليلة الصواريخ) (بين العدو الإسرائيلي والجيش السوري) وما تحمله من أبعاد إستراتيجية غير مسبوقة، فضلاً عن احتمالات ما بعد إنجاز معركة تحرير دمشق من كل البؤر المسلحة التي كانت تهددها، ولا سيما الوجهة الحتمية للنظام باتجاه الجنوب السوري. كذلك قاربا ملف النزوح السوري من زاوية ضرورة عودة النازحين إلى المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري وباتت آمنة". وواصلت "المصادر " كشف تفاصيل اللقاء: "بعد قراءة نتائج الانتخابات النيابية، خصوصا في ظل ما حققه الثنائي في معظم الدوائر، ومن ثم انتخابات رئاسة المجلس النيابي وهيئة مكتب المجلس وتكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة، لم تحتج مقاربة بري ونصر الله لموضوع الحصة الشيعية في الحكومة لأكثر من دقائق، وعنوانها تمسك الجانبين هذه المرة بالحصول على المقاعد الشيعية الستة في الحكومة الثلاثينية، مناصفة (3 وزراء لأمل و3 وزراء لحزب الله ونقطة على السطر)، فضلاً عن حسم موضوع المالية الذي لم يجادل به أصلاً لا رئيس الجمهورية ولا رئيس الحكومة المكلف". ونوهت المصادر إلى أن نصر الله ترك لبري، مهمة إدارة ما يخصّهما من ملف التأليف الحكومي، على أن يقدم الحزب اقتراحاته بخصوص الأسماء. وقال نصر الله لبري: "عندما تنجز مهمة تحديد الحقائب، لن نختلف على الباقي"، في إشارة واضحة إلى أن الطرفين سيتفاهمان لاحقاً على توزيع الحقائب وتحديد الأسماء، خصوصاً أن الحزب قرر الفصل بين الوزارة والنيابة. توقف بري ونصر الله مطولاً عند معاني وأبعاد اللقاء الذي عقد بين ميشيل عون، وبري، غداة الانتخابات النيابية، وما يمكن أن يرتّبَ من أثر مستقبلي على العلاقة بين هاتين المرجعيتين، خصوصاً في ظل المقاربة الجديدة على مستوى عدد من الملفات الاستراتيجية. في هذا السياق أيضاً، فوّض نصر الله بري أن يتولى إدارة ملف الإستراتيجية الدفاعية عندما يطرح مجدداً على طاولة الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية، وخصوصاً أن العهد بدأ يتعرض لضغوط دولية في اتجاه إعادة وضعها على جدول الأعمال السياسي اللبناني في المرحلة المقبلة. واتفق الجانبان في اللقاء على وجوب أن تكون حكومة الوحدة الوطنية الجديدة "موسعة وتعكس إلى حدّ كبير صحة التمثيل النيابي في ضوء نتائج الانتخابات النيابية، وما أفرزته في جميع البيئات (ضمناً وجود عشرة نواب من خارج بيئة المستقبل)"، ما يعني تقسيم المقاعد الوزارية وفق آلية "نسبية". ووفق البيان الذي وزعه حزب الله عن اللقاء، فقد استعرض الطرفان "الأوضاع العامة في المنطقة وما يجري على الساحة الفلسطينية بشكل خاص، مؤكدين على الدعم الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله الوطني بكافة الوسائل. كذلك جرى نقاش معمق في الملفات الداخلية، حيث أبدى الطرفان تقييمهما الإيجابي لنتائج الانتخابات النيابية والمشاركة الشعبية الواسعة التي أكدت الالتزام بخيار المقاومة وبناء الدولة ومؤسساتها والمشروع السياسي الذي يحمله حزب الله وحركة أمل وحلفاؤهما". لاحقا، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري اللقاء الذي عقد بينه وبين نصر الله بـ"الممتاز جدا". وتابع في تصريحات ": "أنا والسيد حسن نصر الله متفقان إلى حد التطابق في غالبية العناوين التي تطرقنا إليها، سواء الإقليمية أو المحلية، وفي الأولوية منها وجوب الاستعجال في تأليف الحكومة الجديدة". وختم قائلا: "أنا والسيد حسن نصر الله جسدان في قلب واحد".
*
اضافة التعليق