بغداد- العراق اليوم:
نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، الاثنين، تقريراً ذكرت فيه اسباباً قالت انها هي من اسهمت فوز قائمة "سائرون" المدعومة من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالانتخابات العراقية الاخيرة. وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته صحيفة "المدى" العراقية وتابعته "بغداد اليوم"، إن "التغيّر الزلزالي في انتخابات العراق البرلمانية يعكس تحولات هيكلية عميقة حصلت داخل المجتمع العراقي، فقائمة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، تصدّرت القوائم الاخرى في نتائج الانتخابات محرزة أعلى عدد من المقاعد رغم أنها لم تصل الى مستوى الأغلبية، ولكنّ تحوله الواضح من شخصية دينية مؤيدة لإيران ومعادية للغرب الى شخصية وطنية محاربة للفساد هو جزء من صورة أوسع للتغيير الحاصل في البلاد وعبر المنطقة أجمعها وسبب رئيس لفوزه بالانتخابات". واضافت الاندبندنت: "وبينما يتعافى العراق من حرب ضارية مع تنظيم داعش ويكرس اهتماما جديدا بموقعه في المنطقة يتضمن إعادة تقييم علاقته مع إيران على نحو متزايد، فإن الائتلاف المحتمل بين الصدر ورئيس الوزراء حيدر العبادي قد يبدو مشجعا". وتابعت: ان "ارتقاء الصدر إلى بطل شعبي كانت بمثابة القصة الكبيرة لهذه الانتخابات، وبتحويل قواته من جيش المهدي إلى سرايا السلام التي حاربت داعش كان الصدر قد دخل مرحلة تحول سياسي، خصوصاً في تركيزه على حلفاء العراق التي توّجت بلقائه بمسؤولي القيادة السعودية"، مشيرة الى ان "تحوّل الصدر هو مؤشر بذاته على تغيّر أوسع طرأ على العملية الانتخابية العراقية حيث أن الناخب ابتعد عن الانتماءات العقائدية والطائفية في تصويته متجهاً أكثر نحو البراغماتية والرغبة بانتخاب حكومة فاعلة وهو سبب اخر لفوز الصدر". ويشير استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الستراتيجية والدولية "CSIS" الأميركي، وفق ما ذكرته الصحيفة البريطانية، إلى أن "المصوتين العراقيين وضعوا وراء ظهورهم الخيارات الدينية الطائفية والحزبية وتوجهوا بدلاً من ذلك نحو خيارات وطنية تهدف إلى نبذ قيود التدخلات الخارجية والمصالح الدولية". ورغم مؤشرات التفاؤل الناجمة عن الانتخابات فإن هناك تحديات كبيرة ستواجه الحكومة القادمة، أحد أولوياتها الجديدة ستكون ملاحقة الفساد وإعادة بناء اقتصاد العراق. وتقول الصحيفة ان "تعهدات حملته الانتخابية التي تضمنت رسالة "العراق أولاً" تعني أن الصدر كان قادراً على تخطي الحواجز الطائفية، وأظهرت صناديق الاقتراع حصوله على أعلى نسبة تصويت وتأييد في المناطق ذات الكيانات الطائفية المختلطة، هناك نقطة مهمة أخرى هي موقف الصدر من نفوذ وتدخل إيران في البلد، غالباً ما يُنسب له اعتقاده بأن لطهران تدخلاً يتسبب بعدم الاستقرار داخل البلد، واستناداً لمساعده السياسي ضياء الأسدي، فإنّ الصدر زار السعودية الصيف الماضي ليخبرهم بأنّ شيعة العراق لن يكونوا امتداداً للثورة الإيرانية، وإن زيارته كانت للطلب منهم بأن يكون لهم حضور أكبر في العراق". واختتمت: ان "التحدي الذي يواجه الغرب الآن هو أنّ عليه موازنة موقفه تجاه العراق. يتوجب على العراق أن يكون قوة رئيسة وشريكاً مهماً، ومن المحتمل أن يقوم الصدر بصياغة علاقته مع القوى الغربية متخذاً العبادي كغطاء، ولكنه من الواضح أنه سيكون بحاجة لإسناد غربي على أقل تقدير للمساهمة بجهود إعادة إعمار بلد خرّب بسبب الحرب ضد الإرهاب".
*
اضافة التعليق