العراق اليوم - بغداد :
عثر عراقي من مدينة الرمادي على واحدة من أخطر نساء تنظيم "داعش" في حديقة منزله، عند عودته إليه بعد أيام قليلة من تحرير المدينة من سيطرة التنظيم، أواخر العام الماضي.
وشعر المواطن بالصدمة عند رجوعه لمنزله، بوجود قبر حديث في وسط حديقته، وعندما أزاح التراب لمعرفة من تحته، وجد امرأة بثياب خاصة بتنظيم "داعش" بشعر طويل وملامح أسيوية، يرجح أنها كانت واحدة من قناصتين تم قتلهن على يد القوات العراقية في معركة تحرير حي التأميم من قبضة التنظيم.
وكان الناطق العسكري باسم وزارة الدفاع العراقية، والمتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد الركن يحيى رسول، أكد لمراسلتنان في الخامس من يناير/كانون الثاني العام الجاري، مقتل اثنين من نساء تنظيم "داعش" بضربة نوعية للطيران العراقي غرب البلاد.
وأوضح رسول أن الداعشيتين مقاتلتان بصفوف التنظيم الإرهابي، من جنسية تايلندية، تم قتلهنَّ بضربة من سلاح الجو العراقي، في منطقة الدولاب، غرب الرمادي، مركز محافظة الأنبار.
وحمل الرجل جثة الداعشية إلى مكان في الصحراء ودفنها هناك بعيداً عن منزله الذي عاد إليه بلهفة كبيرة بعد فراق ونزوح استمر لشهور من المعاناة، وعمل على ترميمه وتنظيفه ونقل عائلته إليه، قصة من بين آلاف القصص، رصدتها مراسلتنا في العراق، لعائلات شاهدت العجائب عند رجوعها لمنازلها.
وعائلة أخرى لم تستطع العودة مرة أخرى لمنزلها في منطقة المضيق شرقي الرمادي، بسبب اتخاذ منزلهم من قبل التنظيم معقل ومقبرة لعناصره بعدما جعلوه مركزا طبيا مؤقتا.
ذهب أحد أبناء العائلة إلى المنزل لتفقده عند بدء رجوع العائلات إلى الرمادي خلال هذا العام، بعد أن حررتها القوات العراقية في كانون الأول/ ديسمبر 2015، وعثر على 18 جثة لعناصر من "داعش" في داخل البيت.
ولم يتمكن من دخول المنزل بسبب الرائحة الكريهة من الجثث، وتوجه إلى مركز طبي لنقل الجثث وتم ذلك، لكن الرائحة لم تغادر المنزل أبدا ً.
وعمل الابن على تنظيف المنزل، لكن دون جدوى مع الرائحة التي ترفض مغادرة المنزل، نصحه أبناء المنطقة على إحراق المنزل كله حتى ذوبان الحجر، وأحرقه، لكن الرائحة كانت أقوى من كل محاولاته ولدى عودة أمه ودخولها للمنزل خرجت بنفس اللحظة، للتقيؤ والهرب من المنزل دون رجعة إليه، بسبب رائحة الدواعش الذين يتوقع أنهم كانوا جرحى وماتوا في الغرفة الأولى من البيت في خضم المعارك التي كانت دائرة عند تحرير المدينة من سيطرتهم بتقدم القوات العراقية.
وأنفق المدنيون في الرمادي أموالا طائلة على منازلهم المتضررة من قبل تنظيم "داعش" الذي اتخذ الكثير منها مقار له. رجل آخر يمتلك منزلاً كبيراً أشبه بالقلعة أنفق على تنظيفه فقط مبلغا لا يقل عن مليون دينار عراقي، منحه لعمال عملوا على إزالة كل أوساخ عناصر "داعش" الذين كانوا يتخذونه مقرا لهم في الرمادي.
وحتى اللحظة، يعاني المدنيون العائدون إلى الرمادي من سوء أحوال المدينة كونها منكوبة من شدة الدمار الحاصل بها نتيجة العمليات العسكرية وجرائم تنظيم "داعش" وتعمده في إحداث الضرر بها.
وأعلن رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، راجح بركات العيفان، في تصريح " في العراق، عودة أكثر من 90 % من العائلات النازحة من قلب المحافظة إلى منازلها بعد تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضح العيفان أن العائلات عادت إلى الرمادي مركز الأنبار، لكن المعوقات الأساسية لعودة الحياة في المدينة هو نقص الخدمات، ونسبة الدمار العالية على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتسبب تنظيم "داعش" بضرر كبير في الأنبار، المحافظة التي تشكل وحدها ثلث مساحة العراق غربا، لاسيما في مركزها الرمادي، ومدينة الفلوجة التي تشهد يوميا مقتل وجرح عدد من المدنيين بسبب انفجار عبوات ناسفة ومنازل مفخخة من مخلفات التنظيم فيها. وخسر تنظيم "داعش" أغلب مناطق هيمنته في الأنبار، وما تبقى لوجوده فيها سوى ثلاثة أقضية هي القائم وعانة وراوة بالقرب من الأراضي السورية، ويتكبد فيها بين حين وآخر خسائر بشرية نتيجة القصف على أوكاره والمنتمين إليه إثر الضربات الجوية التي يسددها كل من الطيران العراقي والتحالف الدولي ضد الإرهاب.