بغداد- العراق اليوم: تتواصل ردود الافعال الغاضبة والمنددة بنتائج الانتخابات النيابية التي اجريت في 12 أيار الجاري والتي اعلنت نتائجها بعد ستة أيام كاشفةً عن تقدم تحالف سائرون المدعوم من رجل الدين مقتدى الصدر وقوى عراقية أخرى، فيما رأت بعض الأطراف أن النتائج لايمكن قبولها لانها ستنتج برلمانًا مزوراً بحسب تصريحاتها، فيما رأت حركة سياسية كردية فقدت اكثر من نصف مقاعدها أن الانتخابات منقوصة الشرعية داعيةً الصدر الى التدخل واعلان موقفه من الخروقات التي حدثت. فقد اكد النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود، اليوم الاثنين، ان اجهزة التصويت الالكترونية برمجت للتزوير والخرق لرفع قوائم انتخابية والاطاحة بقوائم اخرى، مبينا ان “البرلمان المزور سيلد حكومة مزورة”.
وقال الصيهود في بيان ورد لـ ( العراق اليوم) ان “هناك دولاً اقليمية ودولية هي من برمجت اجهزة التصويت كونها تريد تشكيل حكومة ضعيفة ومفككة مثلما تريد عراقاً ضعيفاً في كافة المجالات، وبالتالي يبقى ضعيفاً ومريضاً ولا ياخذ دوره الريادي في المنطقة”، مبيناً ان “من ياتي بالتزوير بالتاكيد هو شخص او كيان مزور، ولن يستطيع تقديم ما يطمح له الشعب لان ما بني على خطأ فهو خطأ، وما بني على باطل فهو باطل”.
واضاف ان “التزوير هو شكل اخر من اشكال الضعف والفشل والفساد، وبالتالي فان انتخابات مزورة، ستلد برلماناً مزوراً وضعيفا لا يلبي طموحات الشعب ولا يرتقي الى مستوى التحديات والمسؤوليات الوطنية، لان المزورين خدعوا الشعب واضاعوا عليه فرصة بناء الدولة ومؤسساتها بالشكل الصحيح،”. من جانبها اعتبرت كتلة التغيير الكردية، اليوم الاثنين، الانتخابات التشريعية التي جرت في عهد رئيس الوزراء حيدر العبادي بأنها “الاسوأ” منذ عام 2003، وفيما طالبت زعيم تحالف سائرون مقتدى الصدر بإيضاح موقفه من ما وصفته بـ”التزوير الممنهج”، أشارت الى ان القضية تعدت مرحلة الشكوك الى مرحلة اليقين.
وقال النائب عن الكتلة هوشيار عبد الله في بيان ورد لـ ( العراق اليوم) ، “في الوقت الذي نبارك فيه فوز قائمة سائرون وإحرازها مكانة متقدمة بين القوائم الانتخابية، نأمل أن يتدخل السيد الصدر ويعلن عن موقفه ويدين التزوير الممنهج لنتائج الانتخابات في عدة محافظات سواء في اقليم كردستان أو كركوك أو الأنبار أو الموصل أو غيرها”. وأضاف عبد الله، “في الوقت ذاته نسجل لرئيس الوزراء حيدر العبادي أنه في زمنه حصلت أسوأ انتخابات منذ 2003 وإلى يومنا، وإذا تم السكوت عن هذه الفضيحة فسندخل في حقبة جديدة يسودها انعدام ثقة الناس والأحزاب الرصينة بالجهات التي يفترض أنها مسؤولة عن إدارة البلد والحفاظ على الديمقراطية فيه”. وأضاف، أن “هناك عدة أدلة على تورط مفوضية الانتخابات في الخروقات التي رافقت عمليات الاقتراع والعد والفرز، وبالتالي يتوجب على كل شخص وطني أن يرفع صوته لإدانة ما حصل من سرقة لأصوات الناخبين ومصادرة لإراداتهم، ويجب أن يكون السيد مقتدى الصدر في طليعة الرافضين لهذا التلاعب والتزوير سيما وأنه معروف بتوجهاته الوطنية ودفاعه عن المظلومين ونصرته للحق”. وبين، أن “القضية تعدت مرحلة الشكوك الى مرحلة اليقين من حصول التزوير، وبالتالي لم تعد قضية حزبية أو سياسية فقط بل باتت قضية اجتماعية، والناس اليوم يؤمنون بأن إرادتهم باتت مسروقة”، مؤكدا أن “الدفاع عن حقوق الناس ليس دفاعا حزبيا أو ايديولوجيا بقدر ما هو دفاع عن حقهم في تقرير مصيرهم واختيار من يمثلهم”. وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أعلنت النتائج النهائية للانتخابات التشريعية للاقتراع الخاص والعام والخارج، السبت (19 أيار 2018)، إذ حصل ائتلاف “سائرون” المدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على المركز الأول، ثم تلاه تحالف “الفتح” بزعامة هادي العامري، ثم ائتلاف “النصر” بزعامة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، ثم ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، والحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي كأبرز الفائزين.
*
اضافة التعليق