كيف ردت الحكومة المصرية على اساءة قناة الجزيرة القطرية للجيش المصري

بغداد- العراق اليوم 

 في أول رد رسمي من قبل الحكومة المصرية، قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية: "إن الفيلم الوثائقي الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية القطرية عن الجيش المصري هو عمل مفضوح وركيك يستهدف زعزعة ثقة المواطن المصري في جيشه الوطني".

وأضاف أبو زيد في تصريحات له: "إن الجيش المصري جيش وطني تحدث عنه رسولنا الكريم بأنه خير أجناد الأرض، وفيلم الجزيرة محاولة يائسة لتشكيك وزعزعة الثقة في الجيش المصري وهي محاولة مكتوب عليها الفشل قبل أن تبدأ".

وعن ردّ الدولة المصرية على ما قامت به قناة الجزيرة، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الدولة ليس من دورها أن تقوم بالرد على أي عمل تقوم به قناة إخبارية أو وسيلة إعلامية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية لديها الكثير من الأدوات غير المعلنة بالاتصالات التي تقوم بها الخارجية مع المسؤولين والدبلوماسيين للتعبير عن موقفها فضلًا عن قدرة وسائل الإعلام المصرية على الرد، وتأكيد وطنية وكفاءة ومهنية الجيش.

رد الجيش 

وفي رد سريع وقوي من قبل القوات المسلحة المصرية على مزاعم القناة القطرية، نشر الموقع الرسمي لوزارة الدفاع المصرية فيلمًا وثائقيًا بعنوان "يوم في حياة مقاتل"، من إنتاج إدارة الشؤون المعنوية، يعرض فيه يومًا من حياة جندي في الجيش المصري، ويتحدث فيه الجندي عن المراحل التي يمرّ بها بداية من الاستيقاظ عند سماع "صوت البروجى"؛ لإعلان نوبة "صحيان"، في الساعات الأولى من الصباح، ثم بعد ذلك ترتيب أسرتهم، ثم النزول لحضور طابور الصباح، وبعد الانتهاء منه يذهب كل جندي للوضوء والصلاة ، ثم العودة مرة ثانية لارتداء الزي الرياضي للتمارين.

ويتناول الفيلم أيضًا مدى اهتمام الجيش بالمجندين من الناحية البدنية، والمعنوية، والمعرفية، ومدى الترفيه والمعاملة الجيدة في الجيش للمجندين، كما يتناول الفيلم أبرز الأماكن في مكان التجنيد، مثل :"الميس المجمع  وهو مكان تناول الطعام، والمكتبة، وقاعة لمشاهدة التلفاز، ومسجد، وينتهي اليوم بـ"صوت البروجى" نوبة نوم في العاشرة مساءً ".

 وتوالت ردود فعل غاضبة على المستوى السياسي والشعبي والإعلامي حول الفيلم الذي بثته  قناة الجزيرة عن التجنيد في مصر، حيث قامت مواقع التواصل الاجتماعي بالرد الفوري على الفيلم ، بإطلاق هاشتاغ للدفاع عن «سمعة الجيش المصري» منها : هاشتاغ#العسكرية_المصرية_شرف، وهاشتاغ آخر بعنوان#الجيش _المصري _مصنع الرجال، كما هاجم نواب البرلمان قناة الجزيرة، حيث علق عضو  مجلس النواب المصري «مصطفي بكري» على ذلك بأن هذا الأمر«ليس جديدًا على قناة الجزيرة التي تتبنى المؤامرة «الصهيوأمريكية» ضد البلدان العربية، وأضاف أن الغرض من هذا الفيلم إسقاط الدولة المصرية، وطرح بكري عدة تساؤلات منها: لماذا لا يجري التشويش على هذه القناة الفاسدة المفسدة؟ ولماذا لم تتخذ الحكومة المصرية إجراءات قانونية ضد هذه القناة؟ .

كما شنّ الإعلام المصري هجومًا كبيرًا على قناة الجزيرة، ووصفها «بأنها الذراع الإعلامية للأسرة الحاكمة في قطر، وأداته للتطاول على الشعوب العربية، وإثارة الفتن، وتنفيذ مخططات أجهزة الاستخبارات الغربية، وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن الصور واللقطات الموجودة في هذا الفيلم مفبركة، وهاجمت وسائل الإعلام  المصرية المرئية والمقروءة مخرج الفيلم "عماد الدين السيد" ، إذ سبق وأن أخرج فيلمًا وثائقيًا بعنوان المندس، وهو الفيلم الذي حرض ضد قوات الشرطة في مصر، وادعى أن وزارة الداخلية تؤجر بلطجية للاعتداء على المواطنين في مصر، ووجود تعذيب من قبل وزارة الداخلية للمواطنين، ومن قوات الأمن للمتظاهرين.

لعبة إخوانية 

من جانبه، أكد اللواء نصر موسى الخبير الأمني ﻟ"إيلاف" ، أن فيلم الجزيرة محاولة يائسة من جانب الإخوان وعملائهم في التنظيم الدولي لزرع الفتنة داخل صفوف الجيش، وفقدان ثقة الشعب به اعتقادًا منهم بأن ذلك سوف يؤدي إلى انقلاب الشعب على الرئيس السيسي، وبالتالي تكون هناك فرصة لعودة الإخوان للمشهد السياسي مرة أخرى .

مشيرًا إلى أن ما سعت إليه الجزيرة وأعوانها من الإخوان مكتوب عليها الفشل قبل أن تبدأ؛ لأنهم لا يدركون جيدًا وجود علاقة خاصة تاريخية بين الشعب وجيشه، وقد أظهر هذا الفيلم التفاف الشعب نحو جيشه رافضًا ما قيل من مزاعم كاذبة عنه .

وتوقع الخبير الأمني، وقوف دول عربية وأوروبية وراء إنتاج هذا الفيلم ، بهدف كسر الجيش المصري الذي وقف ضد مخطط تقسيم المنطقة عبر مزاعم الربيع العربي، ولأن الجيش المصري هو الوحيد في المنطقة المتماسك فبالتالي لن تتوقف المخططات الكيدية ضده؛ من أجل بقاء الجيش الإسرائيلي وحده في المنطقة .

 حرب مستمرة 

في السياق ذاته، أكد علاء عبد المنعم، عضو مجلس النواب والقيادي بائتلاف دعم مصر، أن الحرب ضد مصر مستمرة، سواء من جانب دول عربية أو الولايات المتحدة بدعم من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، وفيلم «العساكر» أحد أوراق المخطط لتقسيم مصر بعد فشله في ثورة 30 يونيو.

وقال عضو مجلس النواب ﻠ« إيلاف»:" إن الشعب المصري يدرك حجم التحديات والمخاطر التي تواجه البلاد، وبالتالي فإن هذا الفيلم لن يكون له أثر يذكر داخل صفوف الجيش أو الشعب، بل العكس زاد من التلاحم وللمرة الاولى نجد التعاطف الكبير من جانب جميع فئات الشعب المعارض قبل المؤيد لقواته المسلحة، ورفضه أي نوع من التجاوزات بعيدًاعن كونها صحيحة او كاذبة .

 

علق هنا