بغداد- العراق اليوم:
حذر علماء البراكين من أن حكومات العالم غير مستعدة بالكامل للثوران البركاني القادم، الذي يمكن أن يؤدي إلى كارثة غير مسبوقة وحدوث هجرة على نطاق عالمي.
ويُصنف مقياس مؤشر الانفجار البركاني (VEI)، حالات الثورات، حيث يتراوح المؤشر بين صفر وثمانية. وتحدث الثورات البركانية المصنفة بقيمة " VEI-7" على المؤشر، مرة واحدة أو مرتين كل ألف سنة، ولكنها تنتج ما لا يقل عن 100 كلم مكعب من الرماد والكبريت وثاني أكسيد الكربون والغازات البركانية الأخرى، مع إحداث تأثيرات مدمرة على المدى الطويل في المنطقة المحيطة، وتأثيرات عميقة على المدى القصير في المناخ العالمي.
ويقول كريس نوهال، عالم البراكين في الفلبين، والمؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة الغلاف الجوي: "يمكن أن يحدث ثوران " VEI-7" القادم خلال حياتنا على الأرض". وتبحث الدراسة في عواقب الحدث المحتمل في العصر الحديث.
ويذكر أن بركان تامبورا في إندونيسا عام 1815، كان آخر حدث بقيمة " VEI-7"، حيث قتل الآلاف من الأشخاص وأدى إلى "عام بلا صيف" في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية.
ودرس نوهال، بالتعاون مع باحث علم البراكين، ستيفن سيلف، من جامعة كاليفورنيا وبيركلي، وعالم المناخ، آلان روبوك، في جامعة روتجرز في نيو برونزويك، أحداث VEI-5 و VEI-6 في جبل سانت هيلينس بولاية واشنطن في عام 1980، وكذلك جبل بينتابو في الفلبين خلال عام 1991، على التوالي. وأسفرت الانفجارات عن مقتل عشرات الأشخاص وتعطيل مناطق بأكملها.
وأطلق ثوران بركان بينتابو ما يكفي من ثاني أكسيد الكبريت في طبقة الستراتوسفير، لبدء فترة التبريد العالمي.
وقال روبوك في بيان صحفي: "هذه الحالات مهمة للغاية بالنسبة للكوكب، ولكن الحدث التالي سيحدث في بيئة مختلفة تماما". ويمكن أن تؤدي الانفجارات في بعض المواقع الحرجة إلى زعزعة استقرار المراكز المالية، والاقتصادات الوطنية، بل وحتى السلام بين الدول، وفقا للعلماء.
وبهذا الصدد، تجدر الإشارة إلى الثوران البركاني " Eyjafjallajökull"، الذي حدث في آيسلندا عام 2010، وأدى إلى تعطيل السفر الجوي لأوروبا وأمريكا الشمالية لعدة أيام، ما تسبب بحدوث خسارة اقتصادية تقدر بـ 5 مليارات دولار، وكانت قيمته التقديرية على المؤشر " VEI-3" فقط.
ودعا العلماء إلى إجراء المزيد من البحوث في التأثير المحتمل للتغيرات في الرطوبة الجوية، وانتشار الرماد البركاني عبر أنظمة تحديد المواقع العالمية، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لشبكات التوزيع الجوي والبحري، التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي.
*
اضافة التعليق