قاسم الأعرجي .. الوزير الذي لا ينام

بغداد- العراق اليوم:

يقظُ ونشط على مدار الساعة، هذا ما يؤكده العاملون في مفاصل وزارة الداخلية عن الوزير الحالي قاسم الأعرجي، الذي يتفاجئون يوماً بعد أخر منذ تسمنه مهام منصبه، أنه يعني ما يقوله حين أخبرهم "أنه سيكون على استعداد لتلقي أي معلومة أو طلب يرده، وسيرد على أي نداء يصله مهما كانت الساعة، ومهما كان الظرف، ولن يغلق أي صلة اتصال معه على مدار الـ24 ساعة في اليوم.

وقتذاك كان البعض يظن أن الوزير يريد أن يقول أنه " سيتابع بدقة"، مثلما يقولها الوزراء الآخرون، وينتهي الأمر، لكن نداءاته وجولاته التفتيشية، واتصالاته الى الساعات المتأخرة من الليل، أثبتت العكس، فالرجل يعني ما يقول، ويبقى بالفعل ساهرًا يقظاً لتلقي المعلومات والاتصالات ويصدر الأوامر للقادة والضباط الذين بإمرة الداخلية.

هذه التغييرات، أنتجت فيما أنتجت سرعة في اتخاذ القرار الأمني، وبالتالي انعكست نجاحاً منقطع النظير في المعالجات، التي تجاوزت عقدة "ندائنا وندائكم، وكتابنا وكتابكم"، أو انتظار صاحب العلاقة على الخطوط المشغولة، لاستحصال موافقة أمنية للمعالجة، بالعكس تماماً مع أدارة الاعرجي، كان الوقت مفتوحاً للجميع، والاتصالات تؤمن بسرعة البرق، والردود والأوامر والقرارات والمتابعات من الوزير شخصياً.

في حادثة رهيبة جرت في كربلاء المقدسة قبل أشهر، يروي قائد الشرطة هناك في حديث لقناة تلفزيونية، ما لمسه من الوزير، حيث أبلغت الشرطة في ساعة متأخرة من الليل بمقتل عائلة بجميع إفرادها، وان هذه الجريمة النكراء نفذت من طرف مجهول، يقول القائد، شكلنا فريق عمل سريع، وابلغنا الداخلية بالأمر، لكن الوزير لم يهدأ له بال، بل بقي متابعاً حتى الصباح، إلى أن القي القبض على الجاني، الذي اتضح أنه أحد الأبناء، وهذه برواية قائد الشرطة.

غير هذه العملية، هناك العشرات بل المئات من الحوادث المتفرقة التي يبقى الوزير متابعاً لها، ولا يهدأ له بال، بل يواصل الليل بالنهار في عمل دؤوب، ومسيرة لا تنقطع حيث يعمل الرجل بصمت، لكنه عمل جبار ومنتج.

مقربون منه، يكشفون أن الأعرجي لا ينام خلال الـ 24 ساعة، إلا ثلاث ساعات، أو ربما أقل في بعض الظروف، وهو يتابع جهده من اجل تأمين البلد، وتفتيش مرافق الوزارة وآلياتها ومنشأتها، بل أن الاعرجي لا ينام حتى يستلم أخر موقف أمني في أبعد مديرية شرطة تابعة للوزارة، فضلاً عن متابعة غرف العمليات المشتركة، التي تحتاج الى موافقة لحظية وآنية لأتخاذ القرار، فالرجل يعرف أن في عنقه امانة ثقيلة، هي دماء الناس واعراضهم واموالهم، وحدود الوطن وسيادته، فضلاً عن هذه القوات التي بأمرته، لذا فأن المهمة التي ينوء بحملها ثقيلة جداً، وهو يعرف أنه نذر نفسه من اجل مهمة سامية ونبيلة، فالأعرجي ومن يعرفه عن قرب ليس من طلاب المناصب، قدر ما يبحث عن مسؤولية شرعية ووطنية، فهو يدرك ان التكليف الشرعي يوجب عليه وعلى امثاله من النخبة الوطنية المجاهدة التصدي لموقع المسؤولية، واخذ زمام الأمور، فتأخر الخيرين والشرفاء عن مواقع المسؤولية سيدفع بالأشرار واصحاب النفوس الضعيفة اليها، وتلك هي قمة الخيانة للوطن وللتكليف الشرعي.