بعد إحتجاجات الشارع الإيراني .. ملك السعودية يوزع (الريالات) على السعوديين ؟

بغداد- العراق اليوم:

رأت أوساط سياسية وإعلامية في خطوة ملك السعودية الحالي سلمان بن عبد العزيز ال سعود في توزيع ملايين الريالات السعودية كبدلات غلاء معيشة بأنها تأتي في اطار محاولة تجنب اندلاع احتجاجات شعبية غير مسبوقة في المملكة، ومحاولة لتنفيس الاحتقان الجماهيري هناك بعد موجة من رفع الاسعار والدعم عن الخدمات والسلع باشرت بها المملكة، نتيجةً للضغط الذي تعيشه منذ بدء حربها على اليمن.

وقالت الباحثة في مركز البحوث العربية رؤى أحمد لـ ( العراق اليوم)، أن " الوضع الداخلي في المملكة بدأ بالتحرك الصامت، الا أنه سرعان ما تحول الى حراك مسموع، لاسيما بعد موجة الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي اندلعت في الشارع الايراني، وبعد الاحتجاجات غير المسبوقة التي قام بها عدد كبير من افراد الاسرة السعودية الحاكمة".

ولفتت الى إن " ما يشبه ثورة الجياع من الممكن أن تندلع في هذه الدولة الهرمة، مع انعدام العدالة، وسوء توزيع الثروات، وتفشي الفساد بشكل كبير ".

وبينت أن " المملكة تعاني من مشاكل لم تألفها منذ اعلانها والى الآن، من بينها الحرب الطويلة التي تستنزف الموارد بشكل واضح، وكذلك تدهور أسعار النفط المورد الرئيس الذي تعتمد عليه السعودية، فضلاً عن سلسلة الاجراءات المفاجأة التي يتخذها ولي العهد الشاب محمد بن سلمان الذي يفتقر الى الرؤية الكافية التي تجنبه انفجار مدوي قد يقلب الأمور رأسًا على عقب امامه".

فيما رأى الكاتب والمحلل السياسي علي حسين، أن خطوة دفع الأموال للشعب السعودي أو جزء منه، تأتي في اطار الاسلوب التقليدي الذي تتبعه الأسرة الحاكمة في شراء الولاءات أو تجنب المواجهة مع الشعب الذي ضاق ذرعًا بالفساد والمحسوبية المتفشية هناك.

وأضاف في حديث لـ ( العراق اليوم) أن " تفكيك أزمة السعودية الداخلية لن يأتِ عبر هذه الاجراءات الشكلية، انما يجب ان يغوص الحل الى العمق، وحل التناقضات الكبيرة التي تعانيها بنية النظام السياسي هناك، وهو أمر مستبعد حصوله في المدى المنظور".

-وكان الملك سلمان عاهل السعودية أمر  السبت بصرف بدل غلاء معيشة شهري قدرة 1000 ريال (267 دولارا) للمواطنين من الموظفين المدنيين والعسكريين لمدة سنة تعويضا عن زيادة تكاليف المعيشة بعد أن رفعت الحكومة أسعار البنزين المحلية وفرضت ضريبة القيمة المضافة.

وفي مرسوم ملكي نشرته وسائل الإعلام الرسمية، أمر سلمان  أيضا بصرف مكافأة خمسة آلاف ريال للعسكريين على خطوط المواجهة ضد   اليمن حيث تخوض السعودية حربا منذ ما يقرب من ثلاث سنوات.

وقال العاهل السعودي في أمره إن تلك الإجراءات جاءت "بناء على ما عرضه علينا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشأن ما سيترتب على الإجراءات الضرورية التي اتخذتها الدولة لإعادة هيكلة الاقتصاد من زيادة في أعباء المعيشة على بعض شرائح المواطنين ، ورغبة منا في التخفيف على أبنائنا وبناتنا".

وكانت المملكة، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، قد ضاعفت تقريبا أسعار البنزين الاثنين في إطار مبادرة إصلاح واسعة تستهدف إعادة هيكلة الاقتصاد.

وبدأ في نفس اليوم سريان ضريبة قيمة مضافة بنسبة خمسة في المئة على مجموعة واسعة من السلع والخدمات.

وجاء في الأمر الملكي أن العلاوات الجديدة تجيء إدراكا لما "سيترتب على الإجراءات الضرورية التي اتخذتها الدولة

ولم يكشف الأمر الملكي عن التكلفة الإجمالية للعلاوات والبدلات الجديدة، وإن بدت أقل بوضوح من علاوات سبق وأن منحها ملوك السعودية ومن ثم لا يرجح أن يكون لها تأثير كبير على النمو الاقتصادي أو على العجز في موازنة المملكة.

علق هنا