بغداد- العراق اليوم: منذ اول ساعات التظاهرات التي انطلقت في بعض المدن الايرانية احتجاجًا على اوضاع اقتصادية نتيجةً للحصار الامريكي على الجمهورية الاسلامية، لم تكف وسائل الاعلام العربية المعادية للعراق وخصوصًا التابعة للسعودية والامارات عن نشر تقارير زائفة، واخبار كاذبة عن لجوء ايران الى استخدام الحشد الشعبي العراقي في ما اسمته قمع الشعب الايراني ( الثائر)!، وهي فرية يراد منها كما هو واضح نزع الثوب الوطني عن الحشد واظهاره بمظهر المليشيات التي ترتبط بدول الجوار، وتوظف لاغراض قمعية كما يقول النائب الصدامي ظافر العاني لاحدى الوكالات الامارتية. وكجزء من ديكور هذه الحملة المستمرة ضد الحشد الشعبي، فأن وسائل الاعلام تلك سارعت للاتصال بشخصيات نيابية كردية او سنية، لاستصدار تصريحات في هذا الاتجاه. فقد قال النائب في البرلمان العراقي، مسعود حيدر، وهو كردي من السليمانية لواحدة من هذه الوكالات : “نرفض استخدام القوة من قبل السلطات الإيرانية ضد المتظاهرين المطالبين بحقوقهم، ونؤكد على حرية التعبير وممارسة التظاهرات بشكل سلمي”. وأضاف حيدر ، أن “على الحكومة العراقية البقاء على الحياد في مثل هذه الأوضاع”، معتبرًا ما يحدث في إيران “شأنًا داخليًا، وعلى العراق النأي بنفسه عنه، خاصة أن العراق في الفترة الماضية اتجه نحو التحرر من التأثير الإقليمي” وبحسب النائب في البرلمان العراقي، ظافر العاني، فإن الميليشيات العراقية والقوى السياسية المرتبطة بإيران، “تعيش حالة من القلق والفوضى إثر الاحتجاجات المندلعة هناك؛ لأنها تعتمد في تسليحها وتمويلها على النظام الإيراني، وأي اهتزاز للنظام السياسي الإيراني سيؤثر عليها”. وأضاف العاني أن “تلك الميليشيات ستتسبب بأزمة للعراق فيما إذا حاولت التدخل في إيران كما فعلت في سوريا، خاصة أن الكثير من تلك الفصائل لا تتردد في الإعلان عن ولائها للمرشد الخامنئي”. واعتبر العاني ما يحصل في إيران “هو انعكاس لتدخلاتها في الشأن الداخلي لدول المنطقة، والإصرار على تصدير ما تسميه بالثورة الإسلامية، من خلال المغامرات العسكرية”. وبهذه التصريحات الوقحة والاستفزازية من قبل العاني، فأن الغرض الواضح منها هو التدخل في شأن ايراني داخلي، لا الدعوة لمنع التدخل، فهذه التصريحات تريد تحقيق هدفين على الاقل، الاول هو ايصال رسالة للقوى المناهظة لإيران مفادها دعم ما يجري هناك والتضامن معه، من خلال اطلاق اوصاف ثورة الشعب، والمطالب المشروعة والتأييد المطلق، ومن هذه الشعارات التي فيها قدر كبير من التدخل، وفي الشق الاخر فأنها رسالة ضغط للداخل العراقي على القوى المقاومة ووصفها بالمليشيات وتحذيرها من التعاطف مع الجمهورية الاسلامية والتحريض عليها بوقاحة، ولذا فأن مثل هذه التصريحات هي جزء من حالة الهجوم المنسق الذي يقوده تحالف واسع ضد القوى المقاومة والممانعة في المنطقة برمتها .
*
اضافة التعليق