بغداد- العراق اليوم: أنهى الصدر جدالًا داخليًا وخارجيًا باعلانه التوجه لتأسيس حزب سياسي جديد سيدخل به الانتخابات النيابية والمحلية في صيف 2018، وقد أطلق على هذا الحزب " الاستقامة" بعد ايام قليلة من اعلانه البراءة من كتلة الأحرار، وطلبه منها الاستراحة لأربعة اعوام على الأقل. وبذا يكون الصدر نقل التيار من حالة الجماهيرية والتعبئة الى حالة التنظيم السياسي الحزبي التقليدي الذي كان يرفضه الى الأمس القريب. فيما أثار هذا الإعلان موجة من التساؤلات في أوساط التيار الصدري نفسه، حول مصير كتلة الأحرار التي تشتغل أكثر من 33 مقعدًا في مجلس النواب وقرابة الـ 50 مقعدًا في المجالس المحلية، فضلًا عن عشرات المناصب المتقدمة في الدولة العراقية، و الى من ستؤول التركة الكبيرة باعلان " موت" الاحرار سياسيًا، وهل سترث الاستقامة أختها الأحرار، أم ان الصدر " رمى الجمل بما حمل" وفر بنفسه من ارتكابات التيار وملفاته التي تكسر الظهر كما يقال بالعراقي الدراج؟. اسئلة كهذه كانت ايضًا محط تساؤل الوسط السياسي والاعلامي العراقي، لاسيما عن مدى صحة الانباء التي وردت وافادت إن قيادات في الأحرار، اتجهت للمفوضية العليا للانتخابات وسجلت الكتلة كحركة سياسية بأسم " الأحرار الوطنية" وهو ما يعني عدم الالتزام بقرار الصدر، وخروجًا عن توجيهه الصريح بتخلي هذه الحركة عن العمل السياسي، والاستقالة منه بمجرد انتهاء هذه الدورة. فيما رأى محللون تحدثوا لـ ( العراق اليوم)، أن " الصدر لم يقطع شعرة معاوية مع كتلته الكبيرة، ومناصب تياره المتقدمة، قدر ما هو تكتيك سياسي، وإعادة تموضع جديد لتغيير الصورة النمطية عن العمل السياسي الصدري الذي اتسم بالفوضوية أو عدم الفاعلية، وكذلك سجلت عليه خروقات مالية وادارية". واضاف المحللون أن " ما يمكن تأكيده هو الرغبة العميقة لدى الصدر بالتخلص من تبعات هذه الكتلة التي ارهقته، وافقدته الكثير من مصداقية حديثه في مكافحة المحسوبية والفساد، فيما كان يواجه سؤالًا محرجًا له، وماذا عن الأحرار ". وتشير المصادر الى إن " الصدر لن ينسف كل مكاسب الأحرار، ولكن عملية الانتقال ستكون للاستقامة دقيقة، كي يبدو أن التغيير كان جذريًا ولم يكن شكليًا مس فقط المسمى، وأبقى على المضمون ذاته ". فيما أكد مصدر مطلع لـ( العراق اليوم)، أن " الرغبة الجدية لدى الصدر، هو تشكيل تحالف وطني أخر، لايضم المالكي فقط وبعض المنشقين عن تياره، ويرغب باعادة انتاج كل القوى الشيعية في تحالف جديد يكون صاحب نفوذ فيه". وبين أن " هذه الرغبة لاقت تفهمًا من جهات شيعية عديدة، وبدأت تنسج على أطر ذلك تحالفًا، وفسحت المجال امام المالكي ليقود هو الأخر تحالفًا مع قوى جديدة من داخل البيت الشيعي وخارجه لغرض تحقيق التنوع الذي لن يدفع الصدر الى خيارات صعبة وتحالفات قد تربك هذا البيت أن لم نقل تقلبه رأسًا على عقب". في هذه الاثناء أعلن نائب رئيس كتلة الاحرار في التيار الصدري محمد هوري، اليوم السبت، استعداد حركة سياسية جديدة باسم "الاستقامة " تبناها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للدخول في الانتخابات المقبلة. وقال هوري في حديث صحفي تابعه ( العراق اليوم) ان "حركة الاستقامة يراد لها ان تكون عابرة للطائفية والمسميات، وتتفق مع من يعملون في الفضاء الوطني وبعيدة عن الحزبية الضيقة". وأضاف هوري ان "الحركة الجديدة لن تضم أياً من الوجوه والشخصيات من كتلة الاحرار"، مبيناً ان الاخيرة "لن تشترك بالمجمل في الانتخابات المقبلة".
*
اضافة التعليق