بغداد- العراق اليوم:
لا يزال نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي يحاول اللعب على وتر الطائفية ومحاولة تقزيم النزاع الحاصل بين بغداد واربيل، والباسه لبوسًا طائفية، لتقويض جهود الدولة العراقية في استعادة زمام المبادرة، وفرض القانون والدستور على جميع الاراضي العراقية. فالنجيفي لا يروق له بأي حال انتهاء صيغة التحالفات الطائفية، أو القومية، ولا يروق له ان يفسر نزوع بغداد لبسط سيطرتها على الأراضي، واستعادة منطق الدولة القوية على أنه استعادة لشكل هذه الدولة وخروجها من شرنقة التحالفات الضيقة التي حشرت فيها عنوةً. فهذا المنطق سيعني أنتهاء صيغة "التثالث"ـ أو مثلث التوزيع الظالم للمناصب العليا في البلاد، بغض النظر عن معايير الوطنية والكفاءة والاخلاص للمشروع. فالرجل يريد ويعمل ويتابع هذا العمل في "تأبيد" صيغة التحاصص الطائفي، وتقزيم الدولة الى صيغة مكوناتية هشة قابلة للثني عند أية اختبارات ذات صدقية أو حاسمة. ولذا تأتي تصريحاته اليوم، في جو واضح للتحريض ضد اجراءات الحكومة العراقية التي بدأتها بعد الاستفتاء التأمري الذي اجراه مسعود، فالنجيفي صمت دهرًا، لينطق كفرًا، واصفًا ما يجري بأنه فشل للتحالف الشيعي – الكردي !! ليس الا، ولا يعنيه أكثر من هذا حيث أن الرجل لا يريد ان يرى أبعد من هذا المنطق، ولن ينظر مهما حدث حتى لو قضمت اراضي العراق. فالنجيفي في حديثه لوسيلة إعلامية مقربة من بزراني، يؤكد أنه ضد اجراءات بغداد ضد كردستان، ولكنه يعيب عليهم أو يعاتبهم أو يشمت بقوله أن " ما حدث هو نتيجة للتحالف الكردي – الشيعي"، ويحرض الاكراد بأن تحالفهم مع الجهة الخاطئة التي وأدت احلامهم حين منعتهم من ضم الموصل وكركوك واجزاء من ديالي وصلاح الدين لدولة برزاني الموعودة !. يقول في حديثه " الأكراد قد اتفقوا مع الشيعة لسنوات طويلة، وعملوا معهم في إدارة الدولة ولكنهم لم ينجحوا وكان الضحية هم السنة في كل هذه المعادلة"، مبيناً بأن جميع هذه التحالفات قد فشلت الان وتحولت الى صراع شيعي كوردي بشكل واضح". واضاف النجيفي ، "نحن نؤيد حل المناطق المتنازع عليها، (...) ، ولكننا بكل تأكيد لا نقبل باستخدام السلاح ضد اقليم كردستان، او حصار الشعب الكردي". وعن وضع السنة والكورد في بغداد، يقول النجيفي "الإثنان محرجان، فقد مروا بالكثير من الاستهدافات والمشاكل والأزمات، الا ان السنّة في طور التعافي الآن، ونأمل العافية ايضاً للمكون الكردي". النجيفي يرقص اذن على هذا الوتر، وهو يعمل على تعميق هوة الاختلافات بين بغداد واربيل، وتحويله لنزاع كردي – شيعي اكثر من كونه نزاعاً بين انفصاليين متآمرين، ودولة تحاول ايقافهم عند هذا الحد، وتفكيك المؤامرة . اذا كان النجيفي وهو بمنصب نائب رئيس الجمهورية لا يزال يعمل على صبغ اجراءات الدولة بصبغة طائفية قومية دون وازع قانوني او ضمير وطني، فكيف يمكن أن نتصور ان الرجل سيكون شريكاً سياسياً يحافظ على وحدة البلاد، ويصون سيادتها وهو الذي يريد أن تتحول الى كانتوتات متناحرة بشكل أبدي، ليبقى محتكرًا لتمثيل السنة، الذين يتبرؤون منه ومن اخيه بكل تأكيد.
*
اضافة التعليق