بعد انهيار مفاوضاتها مع الإتحادية، أربيل تستقوي بأوربا وإسرائيل على بغداد !

بغداد- العراق اليوم:

بعد جولة خاطفة قام بها رئيس وزراء حكومة إقليم شمال العراق، الأسبوع الماضي، حيث زار فرنسا فضلًا عن تركيا، كما كشف مصدر  عن مفاوضات سريعة وجدية مع كل من المانيا وروسيا من اجل ضمان موقفهما ازاء الأزمة في العراق، مع تعهد الإقليم بتقديم تنازلات وتسهيلات مالية لكلا الدولتين، عادت مواقف الإقليم للتصلب من جديد وبدأت الأمور تأخذ منحىً أخر، لا يستبعد معه تطورها إلى صدام عسكري.

فقد كشف مصدر سياسي رفيع المستوى لـ ( العراق اليوم)، أن " المفاوضات بين الإقليم وبغداد انهارت بعد إن نقض الأكراد الاتفاق الذي توصل إليه فريق عسكري فني من الطرفين".

وأشار إلى أن " هذا التنصل عن الاتفاق بمثابة اللجوء من طرفهم (الاكراد) للخيار الثاني، وهو استخدام القوة لبسط سلطة الدولة".

الى ذلك، نفت ما تسمى  وزارة البيشمركة إبرام أي اتفاقية مع الوفد العسكري للحكومة العراقية، مضيفةً: "هناك وجهات نظر مشتركة بشأن بعض النقاط، لكن ما تم كان مجرد مفاوضات ولم يكن اتفاقاً".

وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة، جبار الياور في حديث تابعه ( العراق اليوم)، إن "الوفد العسكري لإقليم كردستان لم يتوصل إلى أي اتفاق مع بغداد، حتى يُتهم بالتنصل من تنفيذه".

وأضاف: "عقدنا ثلاثة اجتماعات فقط، حيث أعد كل جانب سبع نقاط للتفاهم حولها، وكانت هناك وجهات نظر متماثلة لكن لم يتم إبرام أي اتفاقيات"، مشيراً إلى أن "الخلافات بين إقليم كردستان والعراق لا تنحصر فقط في مسائل المنافذ الحدودية بل تتعدى إلى مجموعة من المسائل المترابطة مع بعضها البعض".

وتابع: "نحن نتفاوض حول آلية إدارة أكثر من ألف كيلومتر مربع في المناطق المتنازع عليها، إضافة إلى المشاكل المتعلقة بالموازنة والمسائل الأخرى"، مشدداً على "وجوب أن يتفق وفد حكومة إقليم كردستان  مع بغداد على كل هذه المواضيع".

في الاثناء كشفت الحكومة العراقية، اسباب توقف المحادثات العسكرية بين بغداد وأربيل.

وقال الناطق بأسم الحكومة سعد الحديثي في حديث تابعه ( العراق اليوم)   أن "سلطات الطرفين كانت قد دخلت في مفاوضات حين وصول القوات الاتحادية إلى قرب معبر فيشخابور بهدف السيطرة على معبر إبراهيم الخليل الاستراتيجي، ولكن قيادة الإقليم رفضت لحد الآن تسليم ذلك المعبر بالكامل إلى الجانب الاتحادي، وهذا ما اعتبرته بغداد  تراجعاً من جانب حكومة الإقليم بالوفاء بالاتفاقات التي أبرَمت بين وفدي الطرفين".

واضاف "  بعد تراجع الوفد الفني لحكومة إقليم كردستان من تعهداته تجاه الوفد العسكري الاتحادي، توقفت المفاوضات بين الإقليم وبغداد.

وأوضح الحديثي، أن "لقاءات كثيرة كانت قد جريت بين الوفدين العسكريين للإقليم وبغداد، وتوصلا إلى حسم 80 في المائة من المشكلات، ولكن بعد ذهاب وفد الإقليم لمراجعة جهاته العليا، تراجع عن توقيع الاتفاق الذي توصلنا إليه".

وأشار إلى أن "من أهم نقاطه (الاتفاق) هو موافقة الإقليم على تثبيت القوات الاتحادية في كامل الأراضي المتنازع عليها، وكذلك في النقاط الحدودية، ولكن تراجعه أعادنا مرة أخرى إلى نقطة الصفر، وهذا هو السبب الحقيقي لوقف المفاوضات بين الطرفين".

علق هنا