بغداد- العراق اليوم: لافتةً ومثيرةً للتساؤل تلك التصريحات التي ادلى بها رئيس البرلمان الاسبق، والامين العام للحزب الاسلامي الواجهة السياسية للاخوان المسلمين قبل ايام، حين دعا علنًا الى تشكيل تحالف سني مدعوم من تركيا، وان التحالف الجديد يجب ان يغير مسار الامور في المستقبل السياسي، وغيرها من الدعوات الغريبة. الامر الذي يعكس نهجًا واضحًا لدى الحزب في تبني المشاريع الخارجية، والعمل على شرعنتها داخليًا، فيما يرى مراقبون ان مثل هذه التصريحات تأتي من اجل جس النبض السياسي. وقياس ردود الافعال استباقًا لبدء مشروع سياسي خارجي يراد تنفيذه في الساحة السياسية العراقية، بعد ان بدأت الامور تتضح، وان البساط سحب تدريجيًا من تحت اقدام الحزب الاسلامي في المناطق الغريبة، وايقن ان عودته للسيطرة على مقاليد الامور هنا، اصبحت مهمة صعبة، ان لم تكن مستحيلة. وتضيف: هذا الامر يدفع الحزب الاسلامي وغيره من الاحزاب والقوى ذات المشروع الخارجي، او المرتبطة ضمن تنظيمات عالمية، كجماعة الاخوان المسلمين التي تدار من قبل هيئة عالمية مستقرة في تركيا، وتتبنى توسيع الطموح التركي في مصر وتونس وليبيا والجزائر والعراق، وبعض دول الخليج. لذا تأتي دعوة السامرائي واضحة وصريحة، لا لبس فيها لتتحدث عن مشروع انتخابي سياسي لغرض بسط النفوذ التركي بشكل واضح، بعد ان كانت الصفقات والدعم يجري خلف الكواليس، او لنقل باقل من هذه الوقاحة السياسية. فيما رأت اوساط سياسية، ان حديث السامرائي يندرج ضمن التصارع المبكر في الشارع السني حول عائدية ذلك الشارع لأي مشروع قادم. حيث تشير المصادر الى ان السعودية تلقي بثقلها السياسي الان لايجاد مشروع سياسي سني جديد ينافس الطموحات التركية، ويعزل الحزب الاسلامي وحلفاء تركيا، ولذا فأن تصريحات السامرائي تأتي من باب التحذير، او استدعاء التدخل التركي علنًا، لوقف هذا الحراك. وقد رأت المصادر، ان التقارب غير المسبوق بين السعودية والامارات، ادى الى توحيد جهودهما في الشارع السني العراقي، واتفقا على قاعدة استبعاد النفوذ التركي، وتقليصه الى الى بعد، حيث ان الامارات ترفض التعامل مع فرع الاخوان في العراق جملةً وتفصيلًا، لذا فأن الساحة السنية مقبلة على صراع نفوذ دام في الفترة المقبلة.
*
اضافة التعليق