بغداد- العراق اليوم:
وسط انباء عن عودة نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح لصفوف الاتحاد بعد انشقاق قصير، يترقب جمهور الاتحاد ما ستؤول اليه الأمور، ونتائج التنافس الشديد بين اقطابه وزعاماته الجديدة، وما ستفرزه من قيادة جديدة للأتحاد، خصوصًا وان المنصب شاغر عمليًا منذ اكثر من خمسة أعوام. ويرى مراقبون سياسيون في حديث لـ ( العراق اليوم)، أن " غياب كاريزما الرئيس الموحد لصفوف الاتحاد، لا يزال يضع هذا التشكيل التاريخي في مأزق، خصوصًا وان الأمر ليس هينًا في ظل تنامي طموحات اكثر من طرف لشغل هذا المنصب". وتشير المصادر الى أن " بعض الأطراف تعول على العامل الايراني في حسم رئاسة الاتحاد، فيما تدفع اطراف متشددة الى انهاء العلاقة التاريخية بين الاتحاد وايران، أو على الاقل تحييد الاطراف التي ترى ضرورة تعميق العلاقة معها". وبينت المصادر أن " ملف رئاسة الاتحاد ينقسم بين ثلاثة اطراف رئيسية، وهي تمتلك تكتلات داخلية في الاتحاد، فهناك تكتل يرأسه كوسرت رسول المقرب من برزاني وحزبه، وتكتل أخر يرأسه قوباد طالباني وهو يحاول المقاربة، فيما يطرح برهم صالح بعد عودته نفسه كتكتل متحمس للمنصب". ورأت المصادر أن " حسم ملف رئاسة الاتحاد في غضون الاشهر، لن يمر دون نتائج عرضية، قد تسفر عن تشققات في بنية الاتحاد أو على الاقل تعرضه لهزات عاصفة". الى ذلك كشف مصدر قيادي بالاتحاد الوطني الكردستاني، الخميس، أن قيادة الاتحاد تعمل حاليا على تركيز جهودها نحو عقد المؤتمر الحزبي الرابع من أجل تجديد الحزب وانتخاب قيادة جديدة تتناسب مع ً متطلبات المرحلة الحالية، مشيرا إلى أن أغلبية أعضاء القيادة يرون تأجيل مسألة انتخاب هيأة قيادية بديلة عن المكتب السياسي إلى حين عقد المؤتمر المرتقب. فيما أكد قوباد طالباني القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني انه سيعقد سلسلة من الاجتماعات مع حزبه في مدينة السليمانية من اجل الإسراع لعقد المؤتمر العام, فيما يرى اخرون ان عودة كوسرت رسول نائب الأمين العام في الحزب سيخلط الاوراق ويؤجج ازمة في اروقة الحزب. فقد كتب طالباني وهو نجل السكرتير العام للاتحاد الوطني على مواقع التواصل الاجتماعي “اليوم سرعان ما سأكون في السليمانية لسلسلة من الاجتماعات مع قادة الحزب والكوادر لمناقشة مستقبل الاتحاد الوطني الكردستاني وحاجتنا لعقد المؤتمر العام”. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن المصدر قوله إن ” ً التحركات تتواصل حاليا، وهناك عدة اجتماعات جانبية ومشاورات مستمرة للتداول في موضوع عقد المؤتمر الحزبي الرابع، وتركز تلك الجهود على الإسراع بعقده خلال الشهرين المقبلين على أبعد تقدير، فإذا نجحنا في هذا المسعى، فإنه لن تكون هناك ضرورة لتشكيل هيئة قيادية بديلة عن المكتب السياسي الذي تم حله بقرار من المجلس القيادي، لأننا في المحصلة سنحقق هذا الهدف من خلال المؤتمر الذي سينتخب قيادة جديدة للحزب تقود الاتحاد بالمرحلة المقبلة”. وكان المجلس القيادي قد أقر بأغلبية أعضائه حل المكتب السياسي للحزب خلال الشهر المنصرم وتشكيل هيئة قيادية بديلة تتألف من عشرة أعضاء بقيادة نائب الأمين العام كوسرت رسول علي، ّ ولكن بسبب المرض المفاجئ الذي ألم بالنائب تم تأجيل الاجتماع المرتقب لانتخاب تلك الهيئة، واستعيض عنه بصرف الجهود نحو عقد المؤتمر الذي سينتخب قيادة جديدة للحزب. إلى ذلك أعلن المكتب الإعلامي لنائب الأمين العام للاتحاد الوطني في بيان صحافي أن «كوسرت رسول التقى أمس بوفد من قيادة الاتحاد الوطني تألف من الملا بختيار ودلير سيد مجيد وفريدون عبد القادر الذين زاروه في مقر إقامته بألمانيا للاطمئنان على صحته”.
*
اضافة التعليق