بغداد- العراق اليوم:
[١١:١٠، ٢٠١٧/١٢/٢] ابو احسان: كريم النوري اشيع مؤخراً عن تشكيل قائمة انتخابية بإسم (تحالف المجاهدين) بدعوى انها تضم الفصائل المشاركة في حرب داعش في العراق. وهنا ينبغي الدقة في اطلاق العبارات والنباهة في فهىها واستيعابها بلا عواطف او مواقف مسبقة. لست ضد مشاركة المجاهدين والمقاومين في الانتخابات والمساهمة الفاعلة في تصحيح المسار في العملية السياسية، فان محاولات عزلهم عن الساحة السياسية وافراغها من الشخصيات المدافعة عن البلاد والعباد محاولة لاكمال مسلسل الفساد وتعميق الغضب والعتب الشعبيين من اداءات السياسيين. لكن المشاركة بالعنوان الجهادي والحشدي باعتباره جزءاً من القوات المسلحة ينطبق عليه ما ينطبق عليها. بل بالعناوين الحزبية والسياسية ويبقى التوصيف الجهادي والحشدي ماثلاً بالمعنى وليس باللفظ. ورغم اصراري على مشاركة واشراك المجاهدين في الانتخابات الا ان ذلك يحتمل مخاطر غير محسوبة تجدر الاشارة الى بعضها وهي: ١- عنوان الجهاد والمجاهدين عنوان كبير لا يمكن اقحامه في الحراك السياسي ومتغيراته ، ولا يمكن استغلاله لاغراض سياسية تكتنفها المصالح والمفاسد والاخطاء والاداء المضطرب. ٢- تمثيل المجاهدين والجهاد لا تستأثر به فئة دون غيرها ولا تحتكره طائفة دون اخرى ، ولذلك لا يمكن اختزال المجاهدين بقائمة او شخص فمن خول زيداً او عمرو تمثيل الجهاد والمجاهدين ؟ ٣- العملية السياسية تتسم بالمتغيرات والمستجدات المتسارعة والاداءات المربكة تنعكس تداعياتها على الاحزاب المشاركة في ادارة الحكم فليس من الصحيح المغامرة في زج المجاهدين في السجال السياسي وهذا لا يمنع من مشاركتهم بالعناوين الحزبية وليس الحهادية. ٤- استغلال الجهاد والتضحيات والانتصارات لاغراض استقطابية وانتخابية اساءة واضحة لعنوان الجهاد المقدس. ٥- ليس بالضرورة ان من يفقه المقاومة والجهاد ويحسن اداءهما سينجح في الميدان السياسي ومتغيراته، لكن لابد من اختيار العناصر الكفوءة والنزيهة القادرة على اداء ادوارها السياسية كما نجحت في دورها القتالي. ٦- ما نحذر منه هو استغلال التضحيات والدفاع عن العراق لتحقيق مآرب سياسية ومحاولة الغمز بعدم دفاع الاخرين عن العراق واستخدام المنّة والتفضل على الاخرين من خلال التفوق والتميز في الاداء الجهادي. ٧- اؤكد على ضرورة اشراك المقاتلين والمجاهدين في العملية السياسية بعنوانهم الحزبي والسياسي وليس بالعنوان الجهادي لكي لا ينعكس سوء الاداء وتقدير الموقف على سمعة الجهاد في ساحة مضطربة ومتذبذبة. ٨- الجهاد والاخلاص لله لا يقدر بثمن ولا يباع بمكسب سياسي فلا نبيع التضحيات والجبهات بحفنة اصوات وامتيازات زائلة.
٩- ابقاء عنوان الجهاد بخصىوصياته وسماته المميزة وعدم تلويثه بالاداء السياسي والحملة الانتخابية. ١٠- الجهاد كبقية العبادات لا ينتظر جزاءاً ولا شكورا من الاخرين والمجاهدون لا يريدون من الناس ان تكافئهم على جهادهم بانتخابهم . واخيراً علينا تشكيل الائتلافات والتحالفات بعيداً عن املاءات وتأثيرات ممن لا يفقه المزاج الشعبي وليس بقادر على تشخيص الاولويات، وان يأخذ المجاهدون دورهم السياسي بصفتهم مجاهدين زاهدين بحطام الدنيا ولكنهم مستقيمون في النهج السياسي كما كانوا في النهج الجهادي وبذلك يؤكدون اهدافهم في العملية السياسية كما اكدوها في ساحات الجود بالأنفس. فجهاد السياسة وجهاد البناء لايقل اهمية ولاخطورة عن جهاد التضحيات، بشرط الأخلاص والمحافظة على الأهداف.
*
اضافة التعليق