بغداد- العراق اليوم:
بقلم علي الموسوي / هولندا ..
لقد عكفت السعودية ومنذ زمن بعيد على إيجاد موازين قوى في لبنان تستطيع الوقوف بها بوجه حركة المقاومة الاسلامية المتمثّلة بحزب الله وحاولت تقسيم لبنان الى كانتونات طائفية لتسهيل عملية السيطرة عليه ، ودعمت احزاب وشخصيات عديدة ابرزها حزب القوات اللبناني بقيادة سمير جعجع وتيار المستقبل بقيادة الحريري ليصبحوا فيما بعد أداة طيعة بيدها وتابعين لإرادتها من خلال الارتباط المنفعي المتمثل في بقائهم على سدة الحكم وضمان التأييد وإيصال الإمدادات السخية المالية والعسكرية ..
واليوم تحاول السعودية وبعد وصول الرئيس ترامب تكرار نفس المشهد السياسي اللبناني في العراق من خلال محاولتها المستمرة بتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ فقامت اولا بالتحرك على الكيانات والأحزاب السنية واغدقت عليهم بسخائها وكرمها الشيطاني المعروف ليكونوا لها تابعين سياسيا وماليا وطائفيا ؟ وَيَا ليت يتوقف الامر الى هذا الحد ؟! ليأتي الدور الأهم على القادة الكبار في الكيانات والأحزاب وشيوخ العشائر الشيعية وذلك بتوجيه الدعوات الرسمية وتقديم الوعود الوردية والهدايا الثمينة من السيارات المصفحة وملايين الدولارات ! والاكثر أهمية هو الوعود بالاستثمارات الكبيرة في العراق وقيادة حملة خليجية لاعمار العراق وتحويله الى دولة خليجية قادمة ؟؟ للاسف الشديد انطلت هذه الاكاذيب والحيل التي يبقى ظاهرها جميل وباطنها قبيح ؟ وينخرط العديد من السياسيين في المشروع الامريكي السعودي الخبيث تحت مسميات متعددة لعل أهمها ، الوقوف بوجه التمدد الايراني في العراق والمنطقة ! واظهار الحرص على عروبة العراق وإبقائه في المنظومة العربية ! ومحاربة الميلشيات ( الحشد الشعبي ) !! واما الاخطر فهو تصنيف الشيعة الى مسميات مختلفة منها صفوي ولبناني وحوثي وآخرها ميلشاوي !!
ان الهرولة الشيعية اتجاه المشاريع السعودية المشبوهة دليل آخر على حالة عدم النضج السياسي لدى بعض المتصدين السياسيين ؟ كمراقب سياسي اختم المقال بعتبي الكبير على رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي توافق وتناغم الى حد كبير مع هذا المشروع الشرير وليس ببعيد ان ينخرط العبادي هو الاخر في هذا المشروع من حيث يعلم او لا يعلم ليقوم بنفس الدور القذر الذي لعبه سعد الحريري في لبنان خاصة بعد الاملاءات الامريكية السعودية الاخيرة على العبادي في اللقاء الثلاثي الذي جمعه مؤخرا مع تيلرسون ومحمد بن سلمان !!
اولا : نحذر السيد حيدر العبادي بالذهاب بعيدا في تصوراته الخاطئة بمسك العصا من الوسط مع الامريكي والسعودي ونقول له ان امريكا لا تفهم الا لغة نفذ ثم ناقش وانت لست مؤهلا ولا بموقع الدول القوية والكبرى للعب هذا الدور ..
ثانيا : نحذر من فتنة شيعية شيعية قادمة في العراق من خلال رسم خارطة الانتخابات الاخيرة ؟ والحجم الذي أنيط للبعض في قيادة المرحلة القادمة وشاهد كلامنا ان احدهم صرح قبل ايام متفاخرة ان زيارته للسعودية أزعجت ايران وما خفي اعظم ؟!
*
اضافة التعليق