ماذا يحدث في المملكة السعودية؟ إنقلاب على طريقة صدام أم مكافحة فساد فعلية مجردة من نزعة الحكم؟

بغداد- العراق اليوم:

وفيق السامرائي

مع إن الحرب على الفساد المنتشر في دول عربية تستحق الإشادة أيا كانت أسبابها ودوافعها الحقيقية، فما ينشر ومتداول عما يحدث هناك غير مسبوق على الاطلاق منذ تشكل المملكة، فولي العهد السابق محمد بن نايف مقطوعة أخباره، وعشرات الأمراء والوزراء من السابقين والحاليين ورجال أعمال كبار تحت الحجز أو الاعتقال أو التحفظ والإقالة دفعة واحدة، في أكبر تصدع للعائلة الحاكمة وتغير في فلسفة الحكم التي تعتمد الهدوء في معالجة المواقف التي تتعلق بالعائلة. وهذا كله يجري بعد ساعات فقط من تولي ولي العهد محمد بن سلمان رئاسة لجنة مكافحة الفساد!

إن كان ما يجري مكافحة فساد فظيع مجردة من نوازع السلطة فأين كانت مؤسسة الحكم في السابق والملك كان قطبا كبيرا فيها منذ عقود؟ ولماذا تتخذ كلها دفعة واحدة؟

ما يحدث يذكرنا بإجراءات صدام بداية توليه الرئاسة عام 1979 وقيامه بإعدام العشرات من رفاقه بذريعة التآمر مع سوريا.

ما يجري في السعودية سينعكس على الوضع الداخلي، ومع عدم تجاهل نطاق تأييد لا يستهان به يتزايد أعداء الحكم من داخل العائلة وخارجها من الدعاة..، فضلا عن الحروب والتوتر الإقليمي الذي نقل المنطقة من على صفيح ساخن إلى فوهات براكين، وما استقالة رئيس وزراء لبنان سعد الحريري أثناء زيارته للسعودية إلا إحدى علامات التفجر وإن كانت محدودة.

العراق ليس بعيدا عما يحدث فهو المكان الأكثر أهمية وتأثيرا حتى لو حتمت التكتيكات وضع بعض ملفاته بأسبقية ليست عالية.

الحالة العامة تتطلب استنفارا استخباراتيا عراقيا للتوصل الى قراءة دقيقة لاحتمالات المستقبل الخطيرة، ففي مثل هذه الظروف تزداد أهمية نشاطات الاستخبارات لمنع المفاجآت وتهيئة المتطلبات وإتخاذ التدابير.

علق هنا