استقالة سعد الحريري : هل بدأ المشروع السعودي – الامريكي – الاسرائيلي بالتنفيذ، ومن يمثله في العراق ؟

بغداد- العراق اليوم:

بعد انتظار طويل، وتخطيط متواصل، يبدو أن المخطط السعودي – الامريكي – الاسرائيلي، لاعلان الحرب على خط المقاومة في المنطقة، قد انطلق قطاره من محطة سعد الدين الحريري رئيس الوزراء اللبناني الذي أعلن استقالته من العاصمة السعودية الرياض، في خرق بروتوكولي واضح، وخروج عن الأعراف السياسية في لبنان والمنطقة، والواضح ان قرار الاستقالة اتخذ على عجالة، ولم يستطع الساسة السعوديون إمهال الحريري الوصول الى بيروت لإعلان قراره هذا .

بعد بيان الاستقالة الغريب  بدأت الحملة الإعلامية المنظمة، وبدأ  أقطاب المشروع الجديد بالتحرك في مساراتها التي رسمت بعناية، لإعلان الحرب الجديدة، ويبدو أن السعودية اختارت نقطة الضغط الأضعف لبدئها، حيث من المتوقع أن يبدأ هذا المحور حربه ضد حزب الله في لبنان، ومن ثم التدخل في سوريا، ليصل القطار إلى العراق الذي أنهى للتو أسطورة دولة الخرافة، ووأد المشروع الذي يقف خلفها، ولكنه ينتظر دوره لمواجهة القطار الجديد الذي سيحط رحاله في بغداد ان لم تقطع سكته التي مدت بوضوح هذه المرة .

وبعيد الاعلان هذا، شهدت العاصمة السعودية الرياض حملة اعتقالات غير مسبوقة، طالت امراء سعوديين نافذين، واقالات متواصلة، فضلًا عن اعتقال اسماء مخضرمة في السياسة السعودية، وسط صمت امريكي عن هذه الحملة، فيما يشبه الضوء الاخضر من ادارة ترامب لغرض بسط نفوذ محمد بن سلمان بشكل تام، ليتفرغ الى الساحة الخارجية، ومهامه الجسام التي تنتظره في المنطقة.

عراقيًا، لم يبدِ أي طرف عراقي أي اهتمام أو على الاقل تعليق على ما يجري، باستثناء طرف واحد، هو علاوي نائب الرئيس العراقي، الذي استبق كل هذه الاحداث بتصريحات لصحيفة عكاظ السعودية، أمس، اعلن فيها انبثاق مشروع جديد تقوده السعودية، هو جزء منه، وجزء فاعل، ويجري العمل لربط العراق به، بغية محاربة ما اسماه " النفوذ الايراني"، زاجًا التيار الصدري الذي أطلق عليه صفة " العروبي" معه في هذا التحالف، ولم يصدر عن التيار الصدري أي تعليق نفيًا او أثباتًا لغاية الآن.

وفي تواصل لسلسلة المواقف السعودية والحرب الاعلامية الشرسة على ايران، تدخل علاوي ثانيةً وفي أقل من اربعة وعشرين ساعة ليهاجم ايران، ويؤكد ان استقالة الحريري ستؤثر سلبًا على العراق.

إياد علاوي،  أكد اليوم الأحد، أن استقالة سعد الحريري، من منصب رئيس الوزراء اللبناني، ستؤثر على العراق وسوريا “بشكل سلبي”.

وقال علاوي، في بيان له ورد لـ ( العراق اليوم) ،  ان “لبنان بخصوصيته المعروفة هو نقطة التوازن في منطقة الشرق الأوسط ويلعب دوراً مهماً في استقرار وسلامة جميع بلدانها”.

واشار الى  أن “ما حدث من استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، يحمل إشارات مقلقة عن مخاطر وتداعيات التدخلات الخارجية في شؤونه الوطنية والذي ينعكس سلباً على استقرار دول الإقليم بأسرها”.

ولفت علاوي ، إلى أن “هذا المتغير يفاقم من حدة وحجم الصراعات في المنطقة ويجهض المساعي لوضع نهاية للنزاعات في البلدان الأخرى التي تنطوي على تعدديات طائفية مشابهة وخاصة العراق وسوريا .

ويبدو أن اعلان علاوي هذا هو جزء من المخطط الذي يجري تنفيذه خلال هذه الساعات بوضوح شديد، الامر الذي ينذر باشتعال المنطقة برمتها ان ارتكبت القيادة السعودية حماقة اعلان الحرب على حزب الله، ولكن السؤال الأهم على أي القوى الداخلية يراهن علاوي في حال اندلاع المواجهة والتي ستترك الصف الوطني وتنحاز للسعودية في حرب قد يخرج منها الجميع محطمًا بما فيهم دعاتها وقادتها الآن، ثم، والأهم من ذلك من فيهم يملك القوة والجسارة والحق ليواجه به حزب الله وهو الذي مرغ انف اسرائيل في معارك التحرير؟.

علق هنا