بغداد- العراق اليوم:
يقال أن أردت ان تشتهر فما عليك، سوى ان تنال ممن يشكلون في المجتمع رموزًا معروفًة، ولهم قامات شاهقة، مبدعة في شتى الحقول :(الفنية، الثقافية، الرياضية، العلمية) فهذا الدافع أوحى الى الكثير من النكرات بالتجرؤ على قامات شامخة، ليحجزوا لهم مقاعد في مواقع المبدعين، واقصد اولئك الذين لم تأهلهم مقوماتهم الابداعية، ولا صفاتهم الذاتية، ليرتقوا سلم الابداع الذي ارتقاه من يملك سمات ابداعية راسخة في تكوينه. ولعل تجربة وسائل التواصل الاجتماعي في العراق، قد فسحت المجال لنا لنرى هذه الظاهرة بأدق صورها، حيث حولت الكثير من هؤلاء النكرات الى مشاهير، لكن أي مشاهير، تلك هي المسألة كما يقال. ولعل ظاهرة مشاهير الفيس بوك، التي سرعان ما تذوي وجدت صداها في الوسط السياسي العراقي، الذي سمحت قوانين فضفاضة لكثير من الفاشلين ان يتبؤوا مناصب ما كانوا يحلمون بها طوال اعمارهم المجهولة. المفارقة ان الكثير من هؤلاء صاروا نواباً في مجلس النواب العراقي، حيث حملتهم ضربة الحظ الى وسط لا يفقهون الفه ولا بائه كما يقال، فاكتفوا بتواضع تجربتهم، وفضلوا الصمت والتلذذ بالمكاسب الهائلة التي منحت لهم، ثم غادروا المنصب دون أي جلبة، بل ان مجلس النواب بدوراته المتعددة يشهد ان نوابًا مروا به لم ينبسوا ببنت شفة طوال عمر الدورة النيابية، ويمكن ان نحسب لهولاء حسنةً واحدة، هي أنهم امتثلوا للمقولة الشهيرة " رحم الله أمرء عرف قدر نفسه"، وكفونا مؤنة الحديث والسجال الطويل. لكننا أزاء جزء من هولاء لا يتوقفون على الهراء والقاء التهم، ودس أنوفهم في قطاعات لايفقهون منها شيئًا، ظننًا منهم أن هذا " الدس" سيضمن لهم موقعًا مميزًا بين الاسماء التي حجزت عن جدارة، واستحقاق واضح مواقعها، فراح الكثير منهم " يهرف بما لا يعرف" كما يقال بالعراقي، واصبحوا يتعدون حدود معرفتهم دون مراعاة ابسط شروط المعرفة السياسية او الادراية، ولعل واحداً منهم هو ظاهرة النائب (الاحتياط) رحيم الدراجي، الذي لم يستوعب الى الآن انه في موقع نيابي، وأنهُ وصل للمكان الذي يحلم به او لم يحلم به طوال سني عمره.! هذا النائب وكما قلنا في حلقة سابقة، لم يعرف عنه يومًا ما انه كان رياضيًا او اداريًا معروفًا في القطاع الرياضي او على الأقل جزء من رابطة مشجعي نادي جماهيري، او حتى من اندية الدرجة الثالثة، لكن من يستمع لأحاديثه التي يبثها في القنوات هنا وهناك، يصيبه العجب مما يسمع، حيث يبذل الدراجي جهودًا مضنية في التهجم على رموز الكرة العراقية، لا شيء، الا لغاية في نفسه، أو نفس وزير الشباب عبد الحسين عبطان، فيقضيها له رحيم ليس الا ! والا ما علاقة الدراجي بملفات الأندية وكرة القدم، والبطولات، والانتخابات الفرعية، ولجان المسابقات، وغيرها من التفاصيل الفنية الدقيقة، وكيف يمكن ان نصدق ما يدعيه، وما يلوح به عبر ملفات مغلوطة، وهو الذي لا يزال يصر على أن رعد حمودي، وفلاح حسن طارئان، وغيرهما من الأسماء التي لها وزنها في الميدان الأولمبي، عراقيًا وعربيًا وحتى دوليًا. ندرك ان رحيم الدراجي يعاني من عقدة انه نائب بديل، وغير معروف، وحاول كذا مرة ان يركب موجات الفيس بوك التي يطلقها البعثيون تارةً ضد ابناء الانتفاضة عام 1991، وراح ينعتهم بابشع الاوصاف الى ان اظهروا له ما اسكته للأبد من ملفات يندى لها الجبين. فراح يبحث عن وسط ما ليشتهر عبره شرط ان لايلجأ الذين يهاجمهم الى الرد على اتهاماته الباطلة وشتائمه الوقحة، وتعليقاته الساذجة، فاختار الوسط الرياضي الطيب، وتحديداً اولئك الذين يستنكفون الوقوف معه في نفس الموقف، ويتحدثون معه بنفس لغته الهابطة، فهو يعرف جيداً ان من المستحيل ان يظهر رعد حمودي بكل امجاده الرياضية، في قناة الشرقية (التجارية)، ليرد على افتراءات رحيم الدراجي، او ان يبرز اسطورة الكرة العراقية فلاح حسن ليفند ادعاءات الدراجي، لأن رحيم يعلم تماماً ان هذين النجمين، وزملاءهما في اللجنة الأولمبية اكبر من ان يردوا على هذا (الخرط)، والتهريج الذي لا يقنع تلميذاً في الابتدائية وايس جمهوراً رياضياً متخصصاً. ضف الى ذلك شعبية هذا الوسط واسمائه, التي تغري الفاشلين للنزول اليه، بواسطة اتهام وانتقاد النجوم الرياضية اللامعة، لان اي كلام يتناول مكانة النجوم يؤدي الى ( اشتهار) القائل، ومن هذا الباب دخل النائب الدراجي الى الوسط الرياضي، لكننا نقول ان تفريغ العقد الداخلية، ليس مكانه الوسط الرياضي، وعليه ان يبحث عن وسط أخر ليشتهر عن طريقه. بالطبع اننا نعلن تضامننا مع التجمع السياسي الذي اسسه رحيم الدراجي عقب طرده من الكتلة النيابية، وبراءة المؤتمر الوطني العراقي منه، وهذا التضامن نعلنه مع تجمعه السياسي الجديد (كفى)، وليس انتماءًا له بالتأكيد، لكننا نتضامن بدعوته في ان يقول لنفسه (كفى) تهريجًا واساءة للوسط الرياضي بهذه اللغة الركيكة، والاسلوب الرخيص، لأن بلوغ الشهرة لا يقام على هدم الاخرين والنيل من سمعتهم ومنجزهم، ونتمنى ان نسمع منه كفى قبل ان يضطر غيره ليقولها له في وجهه (كفى) عريضة .
*
اضافة التعليق